جفرا نيوز -
جفرا نيوز - بقلم رنا حداد
الصوت الاصيل، القادم من نجد، والذي انحزنا معه لطفولتنا، ومراهقتنا، وحاضرنا، الذي شابه تلوث سمعي اجباري، خالد عبدالرحمن، البدوي القادم من اطلال عنتر وعبلة، ايقظ فينا صدى الصحراء المنعش للقلوب والذكريات.
صحبنا «مخاوي الليل» في ليلة جرشية كسرت التكرار الادائي وكانت استثنائية الحشد والحضور.
نقف باحترام امام فنان مؤثر بالحقيقة، ألهب قلوب الحضور؛ لأنه أتقن رسالته الفنية منذ الشعور الأول بالقصيد واللحن القريب، فدخلت اغانيه القلب بلا استئذان، ونثر عبير غنائه البدوي، على ظمأ صحراء قلوبنا، التي تنحاز بالحقيقة للثنائيات، القصيدة مع الفن، والفن مع الإنسان، والإنسان مع الأمة، والأمة مع الهم الكوني.
حين ترحل الامطار، تبقى الكلمة واللحن والاداء ،الثالوث، الذي امتلكه خالد عبدالرحمن وحقق به فعل التأثير في المتلقي.المصغي، المستمع الذي ردد معه وقبله ايضا، هذا الجمهور الذي يعي تماما ان الفنان الحقيقي يأخذهم معه بقوة ناعمة الى عالمه، فيصبح الحاضر لحفله والمستمع لصوته يحمل شوق المحارب، وعشق العاشق، ويعيش ألم السياسي، وطموح المحب، والحزين حزن القبيلة.
حالة من الفرح والكيمياء، تستحق الوقوف عندها ومعها، وتوثيقها، تستحق اكثر التكرار فيمن نختار ليقف على مسارحنا وحواف قلوبنا ايضا ممن يدعون «الفن» والغناء.
خالد عبدالرحمن اكثر من (صوت)، بل (خطاب)، وجه من المسرح الجنوبي في المدينة العتيقة جرش، تحية لإدارة مهرجان جرش في دورته الـــ 37 التي انحازت لكسر التكرار بهذا الاختيار، وشكرا لخالد هذا الفيض من الأحاسيس وتقنية الأداء التي تماشت مع المكان-جرش العراقة - والزمان والشخصيات والهموم والقلوب.