جفرا نيوز -
جفرا نيوز – د. محمد أبو بكر
بطبعه هاديء ، ومليء بالرزانة ، وحتى اللحظة ، مازال دولة طاهر المصري محجّا للكثيرين ، سواء السياسيين أو الإعلاميين ، وكذلك كل من يرغب الإستزادة والمعرفة ، والوقوف على حقائق الكثير من الأمور التي باتت تشغل الذهن ، وتوجع القلب ، وخاصة حين يتعلّق الأمر بما يجري على الساحة الفلسطينية ، والمخططات الصهيونية التي بدأت حكومة اليمين تنفيذها عمليا .
وحين تجلس إليه ، تدرك بأن الرجل يمتلك الكثير من المعلومات ، تحاول ما استطعت الحصول على جزء منها ، وأحيانا يمكن ملاحظة تحفّظ أبي نشأت ، فالرجل حين يتحدّث إليك لا تسمع ضجيجا أبدا ، بهدوئه المعروف يمكن إلتقاط الكثير من المفاصل .
طاهر المصري ؛ شخصية سياسية بامتياز ، يراقب ويدقق ويتابع ، سواء على الصعيد المحلي الأردني ، أو ما يتعلق تحديدا بقضية فلسطين وشعبها ، ومن قرأ مقالته الأخيرة في رأي اليوم اللندنية ، يدرك عميق المعلومات لدى الرجل ، والرسائل الهامّة التي أرسلها في اتجاهات عدّة ، لعل وعسى يلتقطها من هم اليوم في موقع المسؤولية.
تلك المقالة الهامة والتي تتحدث عن ضمّ الضفة الغربية ، جاءت بعنوان .. (بلا ضجيج ، ضمّ الضفة الغربية ) ، اشتملت على معلومات غاية في الأهمية ، وفيها وضوح لا يحتاج إلّا لعقول تتفاعل مع تلك المقالة الجريئة ، وكما أعلم فإنّ تلك المقالة لاقت تفاعلا كبيرا جدّا ، ليس فقط على الصعيد الأردني والفلسطيني ، بل امتدّ ذلك إلى عواصم أخرى ، حيث الكثير ممن يثقون بطروحات طاهر المصري .
وقلت في موضع سابق .. عندما يتحدث طاهر المصري فاستمعوا له ، فالعديد من المهتمين والمراقبين يرون فيه أستاذا في العمل السياسي ، وسيّد الدبلوماسية الأردنية لسنوات طويلة ، والكثيرون يعملون على المقارنة بينه وبين هنري كيسنجر الذي وصل إلى عمر المئة عام وما زال سياسيون عمالقة يستمعون إليه وينصتون ، ويأخذون بنصائحه .
طاهر المصري ، هو الوحيد المتبقّي من ذلك العصر الذهبي ، الذي كانت فيه الدبلوماسية الأردنية في أوج عملها وتأثيرها ، وما زال أبو نشأت يثير فينا الكثير ، ويدفعنا إلى المزيد من إعمال العقل ، والتنبّه لأخطار ستكون محدقة ، ومحذّرا لنا جميعا من عدم إنكار المخاطر .
طاهر المصري ؛ لا يرغب بموقع أو منصب ، فقد بات أكبر من كل ذلك ، وربما يكون الوحيد الذي تولّى في الأردن مختلف المناصب في السلطتين التنفيذية والتشريعية ، ولكن ؛ كل ما يرغب به هذا الرجل هو الإستماع إليه جيدا ؛ حين يكتب ، أو حين يتحدّث ، أو حتى حين يلقي نكتة هنا أو هناك ، فقد تكون النكتة رسالة من نوع آخر .
أطال الله في عمرك أيها الرجل الفاضل .. طاهر المصري ، والذي له من اسمه نصيب ، ألم يقل الراحل الحسين في حقّه جملة ما زال الجميع يرددها .. ما تعاملت مع شخص أشرف منك ياطاهر !