جفرا نيوز -
جفرا نيوز- كتب د.بسام العموش
كل عام وأنتم بخير في الذكرى الخامسة والأربعين بعد الألف وأربعمائة سنة " 1445" ذكرى هجرة الرسول محمد صلى الله عليه وسلم من مكة المكرمة إلى المدينة المنورة. كانت هجرة وتهجيرا" "والله إنك لإحب أرض الله إلي ولولا أن اهلك أخرجوني ما خرجت" أخرجوا برفضهم وعنفهم واضطهادهم ومحاولة قتله، وخرج هو يبحث عن حل لدعوته إذ لا يجوز لأصحاب الدعوات الاستسلام للواقع المرير بل لا بد من بحث عن مخرج. ذهب إلى الطائف فرفضوا وضربوا وأسالوا الدم واستهزأوا. عرض على القبائل فقبل بعضهم شرط توليهم.
" المُلك " من بعده ظنا" منهم أنه باحث عن سلطة شهوة ونهب وتجبر فلم يقبل عقد صفقة دنيوية خادعة فالدين ليس للبيع والشراء والتجارة وإرسال رسائل الذل لأولياء النعمة من الطامعين اللاهثين. سمح لمن لا يحتمل الأذى القرشي أن يهاجر إلى الحبشة طلبا" للأمان فتحققت أهداف أخرى وأهمها تدويل الإسلام ونشر دعوته في القارات ومخاطبة ملك أدى الاحتكاك به إلى دخوله الإسلام. نعم بحث عن مخرج فكانت إرادة الله أن تكون المدينة المنورة هي صاحبة الربح العظيم لإيمان أهلها واحتضان الرسول وأصحابه لتكون المدينة منطلق الدعوة في مرحلة العلاقات الدولية والإشعاع العالمي وبدء العد التنازلي لتنظيف الجزيرة العربية من الصنمية والتخلف والجهل والاستعباد والرق واضطهاد المرأة.
وفي ظلال الهجرة والتهجير الذي نراه اليوم في هذا العالم الذي يدعي الحضارة والإنسانية وحقوق الإنسان ونُصرة المرأة حيث التهجير في كل مكان من فلسطين والعراق وسوريا واليمن وليبيا وقبل هذا تهجير البوسنيين و القوقازيين وغيرهم وكل ذلك يظهر في مخيمات اللجوء حيث أن أغلب المهجرين من العرب المسلمين، وهو تهجير مبني على الظلم والقهر والاحتلال والمؤامرات العالمية التي تهدف لإهلاك هذه الأمة ونهب خيراتها.
ان الهجرة الإيجابية المطلوبة هي هجرة السلبيات في نفوسنا وسلوكنا واداراتنا وسياساتنا واقتصادياتنا وعلاقاتنا:" لا هجرة بعد الفتح ولكن جهاد ونية" .