جفرا نيوز -
جفرا نيوز - كتب - زيد أبو زيد
لا يكاد جلالة الملك عبدالله الثاني حفظه الله ينتهي من جولة لفكفكة مشكلة سياسية، أو تقديم صورة الأردن الذي يسعى إلى السلام والعدالة لكل أبناء المنطقة، حتى يتحرك عالميا للبحث في قمم المناخ وتحسين البيئة والمياه وتقليل نسب التلوث، ولكن قضيتين بالنسبة إليه حاسمتين في كل محفل ومقام، فلسطين والمسجد الأقصى المبارك، الأردن واقتصاده وحل مشكلتي الفقر والبطالة، ولذلك لا تجده يستقر في مكان واحد ويجوب العالم محاورا ومبادرا ومقدما وطنه على حساب كل شيء.
لقد جسد الاردن دوما رغم ظروفه الصعبة المختلطة فيها عناصر الجغرافيا بالسياسة والاقتصاد وقضايا الصراع إنموذجًا سياسيًا فريدًا في المنطقة العربية والعالم بما تشكله تجربة آل هاشم الأطهار وعميدهم جلالة الملك عبدالله الثاني في الحكم الرشيد، في مدرسة ترتبط فيها علاقة الشعب بقائده جلالة الملك برباط مقدس عمدته ثورة العرب الاحرار ومعهم شعب الاردن العظيم مع جده عبدالله الاول طيب الله قبل قرن من الزمان ، وعززتها علاقات جده طلال طيب الله ثراه وأبوه الحسين الباني رحمه الله رحمة واسعة مع الشعب ولذلك فليس من الغريب أنْ يستمر جلالة الملك المعزز عبدالله الثاني في ذات النهج، ولذلك فرسائل كثيرة سيحملها جلالة الملك عبدالله الثاني خلال لقاءاته التي سيعقدها العالم الآن وفي المستقبل، كما حملها دوما تحت عناوين الطاقة وأزمة توافر المواد الغذائية وأمن المنطقة الى جانب اجتماعات رسمية للحديث عن جملة من القضايا الاقليمية والدولية بمكوناتها الاقتصادية والاجتماعية والسياسية وعلى رأسها الأزمة الروسية_ الاوكرانية والخطر النووي الاسرائيلي والايراني ومسيرةالسلام، وبعد عودته الميمونة إلى أرض الوطن لاشك سيعيد طرح قضايا الإنجاز على الأرض لكافة السلطات ومن أبرزها رفض الإهمال والتقصير في العمل العام، وضرورة أن يتحمل الجميع مسؤولياته الوظيفية والأخلاقية تجاه الوطن والمواطن واضعًا مصلحة المواطن وخدمته وسلامته على سُلّم الأولويات الوظيفية للعمل في القطاعين العام والخاص، ما يعكس الاهتمام الكبير بأوضاع المواطنين وهمومهم وتطلعاتهم ومستقبلهم ومصالحهم رافضًا للفساد والإهمال كثقافة اجتماعية ومطالبًا من الجميع النأي بالمجتمع الاردني عن هذه الآفات التي لا تَمُت بأي صلة لثقافته وأخلاقه وموروثه العميق من قيم الرجولة والكرامة التي صنعها الآباء والأجداد ممن أسّسوا هذا الوطن وذلك بعد تكرارحصول مشاكل الديمقراطية وفوضى الأحزاب والتقصير من مستشفى السلط الى حادثة ميناءالعقبة الكارثية وغيرها .
وفي الموضوع الفلسطيني ستعكس أحاديث جلالة الملك استمرار الدعم المطلق للشعب الفلسطيني في قضيته من أجل اعلان الدولة الفلسطينية المستقلة على التراب الوطني الفلسطيني وعاصمتها القدس التي تختص مقدساتها برعاية ووصاية هاشمية كريمة، ومن المؤكد أن الشعب يقف خلف جلالته في اعتبار أنَّ القدس والاقصى خط أحمر لا يسمح جلالة الملك بتجاوزه، فدور الأردن رائد في الدفاع عن شعب فلسطين وحقوقه و ثابت في عقل الدولة و فلسفتها زرع الحقائق التي تؤكد عدالة القضية الفلسطينية لترسيخها في وجدان الاردنيين، و الحديث عن حق العودة، والدور الأردني في حماية المقدسات الإسلامية والمسيحية ورعايتها في القدس الشريف، والدفاع عنها في شتى المراحل ولن تحيد عن ذلك أبدًا.
لقد أثبتت تجربة الأيام الماضية حول التطورات الأخيرة أنَّ أبناء الأسرة الأردنية الواحدة موحدين في حبهم لقائدهم الملك عبدالله الثاني ابن الحسين عزز الله ملكه، ولذلك كان وصف جلالة الملك واضحًا تماما في قوله لأبناء الشعب ” أنتم الأهل والعشيرة، وموضع الثقة المطلقة، ومنبع العزيمة”، وأرسل رسالة واضحة بقوله "أن أردننا الأبي آمنًا مستقرًا وسيبقى آمنًا مستقرًا، محصنًا بعزيمة الأردنيين، منيعًا بتماسكهم، وبتفاني جيشنا العربي الباسل وأجهزتنا الأمنية الساهرة على أمن الوطن..
من هنا، وفي ظل الأزمات التي يعيشها أي وطن فإن خطابات الشعبوية يجب أن تزول لتحل محلها الموضوعية والصدق والانتماء للوطن وقائده حفاظًا على الوطن واستقراره واعتزازًا بجيشنا العربي المصطفوي وأجهزتنا الامنية الساهرة على استقرار الوطن وأمنه والذود عن حماه، ونحن جميعًا خلف جلالة الملك فالحالة تتطلب ضرورة توحيد الجهود وتكريسها لمحاربة كل مظاهر الانفلات، وحماية أرواح الأردنيين، والتصدي لكل التحديات، بما مكن الأردن من دخول مئويته الثانية بكل ثقة وقدرة على مواجهة كافة التحديات سواء خارجية ام داخلية.
حمى الله الأردن وطنًا لكل الشرفاء وعزز منعته ووهب له مزيداً من الاستقرار والامان في ظل حضرة صاحب الجلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين المعزز حفظه الله ورعاه وحفظ ولي عهده الأمين عريس الوطن سمو الأمير الحسين ابن عبدالله.
والله من وراء القصد