جفرا نيوز -
جفرا نيوز- كتب: بلال حسن التل
تتعرض منطقتنا العربية والإسلامية لحملة مكثفة، لخلعها من جذورها الحضارية
والثقافية وسياقتها التاريخية، حيث تشكل المرأة محورا رئسيا من محاور هذة الحملة الشيطانية، لإيمان القائمين على هذه الحملة بان المرأة هي محضن التربية الأول، وهي عمود الأسرة وناقل رئيسي المنظومة قيم المجتمع، اي مجتمع.
تستتر هذة الحملة وراء أقنعة مختلفة، منها ماصار يعرف بالحركات النسوية وكذلك بالاتفاقيات الدولية، التي صار من الواضح انها تحاول أن تفرض على الشعوب الافرازات الشاذة للفكر الغربي، والمنافي في الكثير من الأحيان للفطرة البشرية السوية ، ومع ذلك تحقق هذه الأفكار نجاحات في الكثير من المجتمعات العربية، لأنها تستخدم سلطة المال فتشتري به ذمم القائمين على بعض مؤسسات المجتمع المدني، فيتحولون إلى أدوات تخريب لمنظومة القيم في مجتمعاتهم، التي صار من الواجب على حكوماتها فرض رقابة صارمة على الأموال التي تأتي لهذه المؤسسات، وكذلك على برامج واجندات هذه المؤسسات.
مناسبة هذا الحديث الموقف المشرف الذي اتخذته مجموعة من الاكاديميات السعوديات المتخصصات، تصديا لمحاولة مجلة نيورك تايمز الامريكية التواصل معهن، والتدخل في شؤون المرأة السعودية، وتحريضها على مجتمعها، فقد نشرت الصحيفة المذكورة وباللغة العربية لأول مرة رغبتها بالتواصل مع نساء سعوديات لمعرفة اوضاعهن وارائهن، فجائها الرد الصاعق من مجموعة اكاديميات سعوديات، عندما قلن للصحيفة الأمريكية، ان نصف النساء البريطانيات يتعرضن للتحرش
خاصة في مكان العمل! يمكنكم التواصل معهن، ليتكلمن عن حياتهن، وآرائهن، وطموحاتهن
كما ان ٧٥٪ من النساء البريطانيات يعانين من اكتئاب نفسي، بسبب الضغوط المالية تواصلوا معهن
وهناك ٨ ملايين امرأة في أمريكا يعشن وحيدات مع أطفالهن، دون أي مساعدات خارجية، منذ عشرين سنة حاوروهن
وجاء في رد الاكاديميات السعوديات على مطالب "نيويورك تايمز" رمتني بدائها وانسلّت.
نريد إخباركم عن المرأة المهدرة كرامتها عندكم، وعدد اللقطاء والشواذ، والأمراض الجنسية المنتشرة بينكم. وإن شئتم تواصلنا معكم، بإرسال أطباء لعلاج الفتيات المكتئبات... من اغتصاب آبائهن لهن. أو نفتح لكم مصحات لعلاج المدمنات، ومحاضن لإيواء كبار السن.
وأشارن الى أن النساء السعوديات بخير، ولله الحمد، وراضيات بطريقة حياتهن. لكنهن يشفقن كثيراً على حال المرأة في أمريكا، ويوجهن لكم طلباً بالاهتمام بها... فقط.
باحثة سعودية قالت في معرض ردها على نيويورك تايمزلا شأن لكم بحياتنا، والأقربون أولى بالمعروف؛ وارفقت بردها مقطع فيديو يكشف معاناة امرأة كندية، تصور معاناة المرأة في أمريكا الشمالية.
هذا الموقف من النساء السعوديات يستحق الانحناء احتراما له، ويستحق التعميم للاقتداء به من كل نساء أمتنا، لأنه موقف يدل على اعتزاز بالذات، وانتماء واعي لحضارة أمتنا وثقافتنا واجلالها للمرأة شريكا اساسيا في بناء المجتمع والنهوض به، دون اللجؤ إلى وصفات مستوردة ومسمومة.