جفرا نيوز -
جفرا نيوز - بقلم د. عبدالحكيم القرالة
تطالعنا بشكل شبه يومي مؤسسات وجهات حكومية وأهلية وقطاع خاص بتحذيرات يتمحور جُلها حول أخذ الحيطة والحذر والتحوط من حيلة هنا او قرصنة هناك تجنبا لوقوع المواطنين فريسة سهلة وضحية تحايل متعدد الاشكال والالوان.
التحذيرات لا تنفك الجهات المختلفة في القطاعين العام والخاص من التأكيد عليها وبثها عبر وسائل الاعلام ووسائل التواصل الاجتماعي وبشتى الطرق بغية وصولها الى اكبر عدد ممكن من المواطنين في اطار التحذير والتوعية والتثقيف من هكذا سلوكيات مشينة تقوم عليها جهات منظمة او افراد.
حسنا ما تقوم به المؤسسات الرسمية والأجهزة الأمنية وشركات القطاع الخاص والبنوك وغيرها لتنبيه المواطنين بأي مستجد او سلوك يطفو على السطح ويشكل خطرا على المواطنين خصوصا في اطار الابتزاز وايقاع خسائر مالية بهم،لكن السؤال المطروح ما الاسباب التي تدفع الناس الى الوقوع في هذا الشرك.
وهنا،،نجد ان اغلب السلوكيات تأتي تحت عناوين «النصب والاحتيال والاستغلال» مرتبطة في جلها بالظروف المالية واستغلال الاوضاع المعيشية الصعبة للكثير من المواطنين ومعضلتي الفقر والبطالة كما وتتشعب الى ابعاد أخرى طبية وصحية ونفسية،وإلكترونية...)وغيرها من الأشكال،لكن وللأسف النتيجة واحدة وهي خسارة المواطن لقاء استهدافه من قبل ممتهني الاحتيال.
الاعيب واساليب كثيرة تقوم على الاستهداف واستغلال ظروف المواطنين على شاكلة مساعدات تقدم وهبات واعطيات وقروض ومنح وفرص عمل وغيرها لم نستطع للان ايقافها او الحد منها فهي مستمرة ولا تتوقف مادام هنالك محتالون يلعبون على وتر «الحاجة».
المطلوب اليوم ان ندرك ونتبين الابيض من الاسود والخير من الشر وهذا واجب ملقى على الجميع افرادا ومؤسسات وعلى الصعيدين الرسمي والشعبي حتى نقف سدا منيعا لمثل هذا التحايل والاشاعات التي لا تغني ولا تسمن من جوع،ولا تخلف وراءها الا الخسائر التي تطال الضحايا.
المطلوب ان نكون اكثر وعيا وواقعية عندها نستطيع ان نفشل كل مخططات الاحتيال ولن نكون فريسة لكل عديم ضمير أو مجرم يحاول استغلال حاجاتنا يقوولون دائما «صاحب الحاجة أرعن» لكن ذلك يدعونا لان لا ننساق ونلهث وراء سراب أو تدليس وتحايل مهما كان شكله ومستواه.
ختاماً، أعتقد ان هذه السلوكيات لن تتوقف ولكن ما علينا فعله ان نكون اكثر وعيا وعمقاً وان نتسلح بالحقيقة المبنية على الواقع، وأن لا نتعاطى أو نتجاوب مع مثل هذه السلوكيات الاحتيالية،وهذه مسؤولية ملقاة على الجميع،عندها لن ينطلي علينا كل هذا التدليس الهادف للايقاع بنا بمختلف مسمياتنا وفئاتنا،فلنكن اكثر وعياً ونتبين..