جفرا نيوز -
جفرا نيوز - بقلم ينال برماوي
من أهم الأسباب التي أدت الى تعميق أزمة الثقة بين الحكومات المتعاقبة والمواطنين قلة التواصل الميداني والمباشر مع مختلف الفئات في اطار النهج التشاركي الذي يجب أن يكون باعتباره مرتكزا لتعزيز مسيرة العمل وتجويده بحيث يلمس الجميع آثاره ويكونون شركاء في صنع القرارات والتشاور حيال البرامج الاصلاحية التي تستهدف تحقيق التنمية الشاملة والنهوض السياسي والاقتصادي والاداري وحتى الاجتماعي .
في كثير من الأحيان تسبب غياب التواصل وبقاؤه في الاطار التقليدي وانعدام المكاشفة والصراحة في تضليل الرأي العام واتساع فجوة انعدام الثقة بالحكومات وعدم التأييد لخططها ومشاريعها باعتبارها مجرد طروحات لا تتعدى الادراج والبحث عن شعبويات آنية ثم تنتهي مع رحيل الحكومة وتشكيل أخرى .
اليوم الأردن أمام برامج اصلاحية غير مسبوقة من حيث المضمون وتوفر الارادة والاستمرارية وعابرة للحكومات والمتابعة والتقييم لما يتم انجازه وارتباطها ببرامج زمنية ومستهدفات واضحة ومتفائلة ليس من الصعوبة تحقيقها استنادا الى الفرضيات التي بنيت عليها وخاصة ما يتعلق بالمسار الاقتصادي الذي تم تأطيره برؤية التحديث الاقتصادي للعشر سنوات المقبلة.
اللقاء الحواري الذي عقدته الحكومة أمس مع عدد من طلبة الجامعات واحتضنته الجامعة الأردنية يعالج واحدة من الاختلالات التي كانت قائمة بين الحكومات والشارع الأردني بفئاته المختلفة حيث وفر فرصة مباشرة لوضع الشريحة الأكبر تعدادا وتأثيرا في المجتمع «الشباب وطلبة الجامعات « في صورة مسارات الاصلاح الشاملة السياسية والاقتصادية والادارية والحوار النقاشي الذي تخللها حيال عدد من الموضوعات ذات العلاقة اضافة الى جهد ميداني واضح لوزراء في هذه الحكومة.
رئيس الوزراء وعدد من وزرائه تحدثوا بصراحة وشفافية عن واقع العمل بمسارات الاصلاح وأعطوا اجابات واضحة يتساءل عنها الشارع ومنها التعديل الوزاري والانتخابات النيابية المقبلة وتوضيحا للاهداف المراد تحقيقها من رؤية التحديث الاقتصادي سيما ما يتعلق بتوفير مليون فرصة عمل والحد من البطالة حيث يحاول البعض التشكيك بقدرة الحكومة / الحكومات اللاحقة على تحقيقها اعتمادا على ذهنية التقسيم الزمني على عمر الرؤية .
تنظيم مثل هذه الحوارات ضرورة لتقليص الفجوة بين الحكومة والشارع ولمكاشفته بالواقع الاقتصادي والسياسي والتحديات التي تواجه الأردن وللحصول على التغذية الراجعة حيال مختلف الملفات وكذلك قطع الطريق على محاولات التشكيك والتضليل وبث الاشاعات وايجاد أجواء متفائلة وداعمة لمسارات الاصلاح.
نقل هذه الحوارات الى المحافظات والألوية وتوسيعها من خلال مشاركة المراكز الشبابية والاندية ضرورة للتعريف أكثر بمسارات الاصلاح ومستهدفاتها وادماج كافة الفئات بخاصة الشباب فيها وايجاد حالة تفاعلية ايجابية على المستوى العام .