جفرا نيوز -
جفرا نيوز - بقلم امان السائح
قالها بشكل واضح وصريح وجريء، د. عزمي محافظة وزير التربية والتعليم العالي والبحث العلمي، أن «غياب الطلبة عن التعليم الوجاهي كان تأثيره سيئا جدا على التعليم».
وقرأت التربية هذه القضية بحسن ووضوح حيث سيتم تقليص العطلتين الصيفية والشتوية المقبلتين.
«فالفاقد الاكاديمي والتعليمي كبير جدا ومقلق» وبحاجة ماسة جدا لترتيب تفاصيله، ودرء مخاطره عبر قرارات حاسمة وحازمة لا تقبل التفاوض.
قضية الفاقد ملموسة بشكل لا يحتمل التشكيك او الاهمال او التجاوز، فطلبتنا فقدوا مفاهيم وعلم وسلوكيات وانضباط، وفقدوا بعضا من هويتهم الاكاديمية في فترة صعبة وحساسة ومقلقة الى حد كبير بين الانتقال من الوجاهي للتعلم عن بعد،وبعدها الوجاهي.
د. عزمي محافظة كان موفقا بان علق الجرس ايذانا بعملية تغيير كما قال تحتاج لعشر سنوات لتعويض هذا الفاقد الاكاديمي الخطير..
البدايات دائما هي الاعتراف بالخطأ، ووضع اليد على الجرح، والوقوف امام المرآة لرؤية التفاصيل الفعلية، وهذا ما كان من قبل الدكتور محافظة ووزارة التربية والتعليم.
تقليص العطلة الصيفية والشتوية، ليست خسارة لا على الطلبة، أو الاهل او حتى المجتمع، يكفي طلبتنا شهرين او حتى أقل للاستمتاع بعطلة صيفية، هي حق بطبيعة الحال لطالب ومعلم واداري، وهي كافية للتخلص من اعباء الفصل الدراسي، وترك الهموم المدرسية، والتصالح مع الذات بالبيت والاهل والاصدقاء للاستمتاع باسابيع حقيقية،تمنح الجميع طاقة العودة مجددا لمقاعد الدراسة.
لا حاجة لمزيد من العطل المدرسية، الا بما يكون عادلا ويليق بجهد وتعب المدرسين خلال العام الدراسي، ولا حاجة لطلبة يقضون اجازاتهم يضيعون وقتا على الالعاب الالكترونية، والأجهزة الذكية، في حال تفقد العقل جزءا من حيويته وقدرته على التركيز،ولا حاجة لأكثر من شهرين يقضيها بعض الطلبة في الشوارع ومنهم الالاف ممكن لا يتمكنون من الدخول لناد صيفي، أو تمضية الوقت في انشطة رياضية او ترفيهية، فكل ذلك بحاجة لتكاليف مالية لا يتمكن العديد من الاسر من ايفائها هذا الحق المادي المطلوب،فأين نحن من عطلة صيفية طويلة؟!.
قرار تربوي موفّق وفي مكانه، رغم العديد من الاعتراضات بعدم جدوى ذلك، وأن تقليص الدوام ظلم بحق طلبتنا والعاملين بالمدارس، بالطبع لا فأصحاب هذه النظرية يجافون الحقيقة، ولا ينظرون للحدث بواقعية، فالفاقد التعليمي لا يتوقف عند الكتاب والقلم، لا يتجاوز ذلك بسلوكيات وثقافة انضباط ومسؤولية، كل ذلك اختفى من الفاقد التعليمي.
فعندما قال الوزير «أنه لا يمكن السكوت عن ضعف الطلبة الناتج من الفاقد التعليمي» علينا ان نتوقف ونتأمل ونقلق ونفكر مليا.
شكرا د. محافظة على اعترافات هامة في مجال التعليم، شكرا على مواجهة الموقف، والبدء بتخفيف حجم الخطر الواقع على طلبتنا.
فالاردن فتي بجيل هو الأكثر عددا على أرضه وتراكم الفاقد التعليمي، سيفقدنا العديد من التفاصيل، فحكاية الاردن وطن وشباب وجيل قادم، لا بد أن يكمل المسيرة، والحكاية أصل اردن ووطن علينا أن نلتزم بها، ونشد على يد من يعترف بالخطأ ويواجه الواقع.