جفرا نيوز -
جفرا نيوز - بقلم - طارق أبو شقرا
تمر صناعة الاعلام بمنعطفات قوية تعود الى التطور الهائل في التكنولوجيا في ظل النهاية الحتمية للصحافة التقليدية الورقية لعدم قدرتها الى التحول الرقمي فهناك تحد اخر هيمنة الشركات الكبرى ومواقع التواصل الاجتماعي على سوق الاعلانات فضلا عن مواكبة تلك المؤسسات اللحاق بالتطورات المتسارعة التي ادت الى تغيير المزاج العام في مسالة القراءة والمتابعة للأحداث .
ومع انتشار الإنترنت وزيادة شعبية مواقع التواصل الاجتماعي بات من الضروري على كل الصحف ووسائل الإعلام " التقليدية" الاستفادة والوصول الى الجمهور بتغيير الادوات حتى تتمكن من الوصول الى اكبر قدر ممكن من الجمهور بمعنى اصبح الاعلام سلعة يجب اين يعرف الى من يصل بطريقة جديدة , لكن ما حدث اليوم في ظل هذا الازدحام ان البعض يعتقد ان اصول المهنة الصحفية قد تغيرت فبدأ موضوع السطحية والاثارة والمحتوى المقدم للجمهور في ظل غياب الحقيقة والتضليل.
فنشاهد اليوم ان عدد قليل من المؤسسات الاعلامية التي تمسكت بالتوازن بين أصول المهنة لإنتاج محتوى جيد واستخدام تطورات التكنولوجيا هي الباقية بالرغم من الظروف الاقتصادية الصعبة التي تمر بها فتدهورت قيمة المحتوى الإعلامي بحجة تقليل النفقات من أجل الاستمرارية ولم يعد تقييم العمل يعتمد على مدى الجودة بقدر ما هو مهتم "بعدد المتصفحين" باعتبار ذلك الهدف التسويقي الأهم ,لكن اعتقد اليوم المشكلة الاكبر التي تواجه الاعلام " الملل والكسل " بحجة هذا ما يقدمه السوق، تحت ذريعة " هيك الاعلام الجديد " .
كما أن هذه الانترنت قد غيَّر ايضا ظروف عمل الصحفيين وكيف عليهم أن يتأقلموا مع كل هذه التطورات الهائلة التي باتت تعيشها مهنة الصحافة؟ إن مراجعة حدود شبكات التواصل الاجتماعي ضرورية في علاقتنا بوسائل الإعلام كمواطنين وكصحفيين وكمسؤولين .
التساؤل المستمر عن وسائل الاعلام التي ليس لديها حسابات على منصات التواصل الاجتماعي كيف ستتناغم من تلك التطورات فانها بلا شك تحكم على نفسها بالموت البطيء لانه بحسب الإحصائيات التي اجريت في عدد من دول العالم تؤكد أن الفئة العمرية 18-35 سنة تستمد أخبارها من شبكة الإنترنت.
في المحصلة لا يمكن للتكنولوجيا وحدها ان تصنع اعلاما ناجحا ما لم يكن خلفها اعلامي مبدع يقرأ المشهد ويحلل ويدقق وينظر بعين اوسع مع الاخذ دائما بعين الاعتبار سقف الاعلام وحريته .