جفرا نيوز -
جفرا نيوز- بقلم محمد داودية
الحسين وعبد الله، اسمان عربيان قرشيان هاشميان ارتبطنا بهما وارتبطا بنا، منذ مئات العقود، فلا يكاد يخلو أي بيت أردني من اسم منهما.
بدأت علاقتنا الروحية بالرسول محمد بن عبدالله بن عبد المطلب، رسولنا العربي الهاشمي، صاحب الرسالة وحامل مشاعل التوحيد والتنوير، التي حملها هدى ورحمة للعالمين.
ويحتل الحسين بن علي بن أبي طالب- أبو عبد الله، حفيد رسولنا الحبيب ونجل أمير المؤمنين علي بن أبي طالب كرم الله وجهه، مكانة لا تدانى لدى المسلمين كافة على تنوع مذاهبهم.
والحسين بن علي هو من أطلق عليه النبي الحبيب لقب سيد شباب أهل الجنة حين قال: "الحسَنَ والحُسَيْنَ سيِّدا شبابِ أَهْلِ الجنَّةِ".
والحسين بن علي بن أبي طالب هو البطل التراجيدي الأسطوري شهيد الظلم والغدر في معركة الطف قرب كربلاء.
وشريف مكة الحسين بن علي بن محمد، ملك العرب ومفجر الثورة العربية الكبرى على الظلم والظلام، تم نفيه مرتين وتم تجريده من عرش الحجاز، لصلابته ولاصراره على حقوق العرب في الحرية والاستقلال ولرفضه وعد بلفور الخياني واتفاقية الغدر سايكس بيكو.
أما أبونا الملك عبد الله الأول ابن الحسين، مؤسس المملكة وأول ملوكنا الهاشميين، المثقف الحكيم المحنك الجليل، فقد استهدفته الحركة الصهيونية بالاغتيال، على أيدي مجرمين تم التغرير بهم وهو يهم بأداء صلاة الجمعة في المسجد الاقصى المبارك في 20 تموز سنة 1951، وذلك لدوره الحاسم في إخراج الأردن من وعد بلفور ومن خريطة "إسرائيل الكبرى" عام 1922.
ويحتل مكانة لا نظير لها، الملك الحسين بن طلال بن عبدالله، باني الأردن الحديث، وصائن الكيان حكيم الأمة العربية وحليمها، ملك التسامح والحكمة والمرونة.
الملك عبد الله الثاني ابن الحسين، عميد آل البيت، فهو الوصي على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس وهو الذي يمضي في تحديث المملكة ويعبر بالأردن مخاضات الحقبة الصعبة الخانقة، مخترقا ظروفا اقتصادية عسيرة بحكمة ومرونة وحنكة.
وينخرط صاحب السمو الملكي الأمير الحسين بن عبدالله الثاني ابن الحسين ولي العهد، في الحياة الأردنية العامة بكل جوارحه وطاقته وحيويته، يحمل عن جلالة الملك الكثير من الأعباء والمهام، خاصة هموم ومهام قطاع الشباب.
عبد الله والحسين، هما اسمان من جذر الدوحة الهاشمية المستقرة في الوجدان والضمير العربي والإسلامي، سيظلان يرفرفان في سمائنا ونسكنهما قلوبنا إلى الأبد.