جفرا نيوز -
جفرا نيوز - شحاده أبو بقر
كان لافتا وجدانيا، أن يقول جلالة الملك قائد الوطن، أنه طلب ويطلب من سمو ولي عهده خلال مأدبة عشاء فرحه بحضور آلاف المواطنين، أن يضع مخافة الله بين عينيه.
كل من سمع هذا التوجيه الأبوي القيادي، أعجب به وقدره وأكبره، خاصة وأن سمو ولي العهد وكما قال الملك، أكمل نصف دينه بالزواج.
مخافة الله في القول والعمل والسلوك، هي رأس الحكمة، وهي المنجية من كل شر، ولو أن البشر جعلوا مخافة الله سبحانه بوصلة هادية لهم في كل نشاط آدمي على هذا الكوكب، لما بقي في الحياة شقي ولا محروم ولا مظلوم.
أكثر من ذلك، لو أن خشية الله تعالى جسدت كل سلوك وكل قرار أو إجراء في هذا العالم، لساد العدل والحق والنماء والسعادة حياة سائر البشر، ولما كانت هنالك حروب ولا دمار ولا دماء تسفك ولا تشرد أو فقر أو استبداد وتسلط وهيمنة من جانب الأقوياء الغافلين عن مخافة الله سبحانه.
عندما يأتي توجيه وطلب مباشر من ملك يقود مسيرة الوطن لولي عهده ملك المستقبل بعد عمر طويل بعون الله، فذلك أمر يستقطب وبجدارة قلوب الناس، ويحظى برضاهم واحترامهم، لا بل وارتياحهم.
قالها الملك بوضوح لولي عهده الحسين بن عبد الله الثاني، عشية فرحه، وأرادها إنسانيا، وحتى سياسيا واجتماعيا، نصيحة من أب لفلذة كبده، وهي نصيحة لا تجاريها في الرقي والسمو نصيحة في الحياة الدنيا.
أراد الملك، أن يُسمع الأردنيين جميعا تلك النصيحة الأبوية السديدة، وهكذا كان، وزاد بأن أهدى ولي العهد وفي اللحظة ذاتها، سيفا من تراب الأردن مجللا بكلام رب العالمين.. إن ينصركم الله فلا غالب لكم.
لا يختلف المؤمنون بالله تعالى، على أن مخافة الله هي دستور حياة لعباده كافة، ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب.
ومن يتوكل على الله فهو حسبه. هذا هو المسار الطبيعي للكون بإرادة رب العالمين، وبالتالي فإن مخافته وخشية غضبه جل جلاله، هي درب السلامة نحو حياة أفضل وآخرة فيها الفوز الأعظم من كل عظمة دنيوية.
قبل أن أغادر، نسأل الكريم عز وجل، أن يعين سمو ولي العهد على الوفاء بتوجيه ونصيحة جلالة الملك، وعندها ستزهو حياته وحياة كل من هم حوله من أهله الأردنيين جميعا. وأنا على يقين بأنه سيفعل بعونه تعالى. الله من أمام قصدي.