النسخة الكاملة

العنف الجامعي، قبل أن تقع الفأس بالرأس

الخميس-2023-06-06 11:12 am
جفرا نيوز -
جفرا نيوز - بقلم نسيم عنيزات

قضية التنمر وحالات العنف التي تشهدها جامعاتنا ومدارسنا تحتاج إلى وقفة جدية، ودراسة حقيقية للوقوف على أسبابها وطرق معالجتها قبل ان تستفحل وتصبح ظاهرة يصعب حلها او التعامل معها.

وعلى الرغم من تراجعها مقارنة بسنوات ماضية كانت فيها بعض جامعتنا مسرحا للعنف «والطوشات» التي كانت تستخدم فيها احيانا مختلف انواع الأدوات الحادة وبعض المصطلحات التي تتنافى مع المجتمع الأردني المحافظ وطبيعته التي تحكمها العلاقات الاخوية بين مختلف مكوناته.

ومع ان العقوبات قد تكون رادعة احيانا، كما انها قد تلعب دورا في الحد من حالة العنف وتوقف انتشارها، بقدر ما تكون ضارة عند التراجع عنها او تخفيضها نتيجة الوساطات « وبوس اللحى» الذي يجب ان يكون بعيدا عن مثل هذه القضايا وابعاد أثره وتأثيره.

لكن تبقى هذه العقوبات لاحقة بناء على ردة فعل، اي بعد وقوع الحدث الذي مهما كان حجمه فان أثره كبير على سمعة الجامعات ومنظومة التعليم في بلدنا التي اخذت بعض الدول اعادة التفكير في الية الاعتماد او الابتعاث لبعض الجامعات.
وللحد من هذه الحالات التي باعتقادنا انها لم تصل إلى ظاهرة لغاية الآن، علينا ان نعيد النظر كليا في منظومة القبول الجامعي والأسس المتبعة في هذا المجال.

واعتماد أساليب وطرق جديدة في عملية القبول تتناسب مع الحالة المجتمعية والتطورات التي طرأت خاصة فيما يتعلق بمعدلات الثانوية العامة والحد من الاستثناءات التي يخصص لها أكثر من 50% من المقاعد الجامعية في مختلف الجامعات.

وفي هذا الصدد لا بد من مراعاة بعض التخصصات وآلية القبول فيها والابتعاد قدر الإمكان عن المعدلات المنخفضة التي باعتقادنا يحب ان لا يكون لأصحابها مكان في الجامعات وتوجيهها إلى مهن حرفية نحن بأمس الحاجة لها.

ومن الضروري مراعاة ميول ورغبات الطلبة استنادا إلى معدل الثانوية العامة واختبارات تقييمية حتى لا يشعر بعض الطلبة بالغبن والملل بسبب عدم الرغبة في التخصص.

ولا ننسى ايضا قضية التوعية التي يحب ان تقوم على أسس علمية بعيدا عن الموسمية واللحظية او بناء على ردات الفعل وان يتم تنظيم مهرجانات ومسرحيات توعوية إضافة إلى فرض مواد ومتطلبات جامعية تلزم الطلبة دراستها كمتطلب اجباري تتحدث عن الحياة الجامعية واهميتها وعلاقات الطلبة داخل أسوار الجامعة وبين أفراد المجتمع.

وهناك العديد من القضايا والأمور التي لا يتسع هذا المقال لسردها او الإشارة إليها

خاصة أن لدينا الكثير من الخبراء في هذا المجال، يمكن الاستعانة بهم ليسعفونا بأفكارهم وخلاصات تجاربهم ودراساتهم قبل ان تستفحل الامور وتقع الفأس بالرأس.