جفرا نيوز -
جفرا نيوز - بقلم نسيم عنيزات
كعادتهم، الأردنيون يجتمعون دائما على الفرح ويتحدون امام الأزمات والتحديات مهما كبرت او صغرت انطلاقا من وطنتيهم وحبهم للوطن الذي لا يقبل التشكيك او القسمة الا على نفسه.
فعند كل أزمة يضعون خلافاتهم جانبا ويتناسون هموهم وقضاياهم، والتجارب والأدلة على ذلك كثيرة لا تعد ولا تحصى، فمنذ نشأة الدولة والتحديات والمؤامرات تواجهها في كل محطات حياتها وبناء مسيرتها، تعتريها صعوبات ومنعطفات وتقف في طريقها تحديات وحفر ومطبات ومع كل ذلك تمكنا من العبور.
واستطاع الاردنيون بناء دولتهم وتثبيت قواعدها على أسس متينة مبنية على القومية العربية والثوابت السياسية الصحيحة القائمة على الوسطية والاعتدال والتسامح مما هيأ الأرضية المناسبة والقواعد الثابتة نحو مشروع وطني شامل يتبنى جميع القضايا الوطنية ويحقق مصلحة الدولة ويلبي تطلعات وطموح المواطن . نحو نهضة وطنية مكتملة في القضايا السياسية والاقتصادية والاجتماعية من خلال حوار وطني وتبني الأفكار السليمة الداعية إلى النهضة والبناء .
نعم نحتاج الى برنامج متكامل ومشروع وطني يشارك فيه الجميع لتعزيز المنظومة الوطنية بكل عناصرها ومحاورها والاستفادة من تفاعل المواطن الذي لا يرى الا الأردن ولا هم له الا مصلحته والارتقاء به، مستفيدين من الأرضية الخصبة والمناخ المناسب الذي يسمح بالتقدم والبناء دون تأخير او المراهنة على عامل الوقت..
ومع ادراكنا بأن الأوضاع الاقتصادية ليست كما يرام خاصة وان اي خطة او برنامج يحتاج الى ارضية اقتصادية مريحة الا ان هذا الظرف يجب ان لا بكون مبررا للتأخير او التباطؤ.
فالدولة قادرة على تأمين متطلبات البناء والنهوض إذا حضرت الإرادة والجدية والعزيمة الحقيقية خاصة وأننا نتمتع بسمعة وعلاقات دولية مميزة كما نحظى باحترام وتقدير عاليين من المنظمات والمؤسسات الدولة المقرضة والمانحة.
فالعالم من حولنا قد تغير وزمن الاعطيات والمنح المجانية قد ولى، وأصبح كل شيء بثمن او يتطلب موقفا سياسيا قد يتعارض مع ثوابتنا ومواقفنا، مما يتطلب مبادرات داخلية ومشاريع وطنية تحاكي كل القضايا وتعالج جميع الجروح التي خلفتها التحديات والأزمات.