جفرا نيوز -
جفرا نيوز - بقلم د. مهند مبيضين
عرس الأردن أو العرس الملكي او فرحة الأردن بولي العهد الأمير الحسين وسمو الأميرة رجوة الحسين، لن يكون حدثا عابرا في تاريخ عائلة ملكية او دولة لها مزايا الاستقرار والثبات والتنوع والقدرة على التعامل مع الازمات بعقلانية، وليس هو مناسبة خاصة بأسرة تحكم دولة شحيحة الموارد في الشرق الأوسط المتلهب. بل سيكون بمثابة تجديد للتاريخ وتثبيت لقواعد السمعة الدولية للأردن وقيادته وشعبه، وهو اظهار للدولة المتجددة ولعلاقة الشعب مع الحكم بالاضافة إلى أنه عكس مظاهر القوة الاجتماعية التي يتميز بها الأردن.
وعندما نقول القوة الاجتماعية فنحن نتحدث عن مكونات المجتمع، وظرفيات التشكل التاريخي التي ميزها وأظهرها الحفل من خلال الفرق الغنائية والسماح لمختلف اشكال الفن الشعبي (السامر والدحية والدبكات) بالتعبير عن فرحتها، هذا بالاضافة إلى قوائم الطعام الأردني التي قدمت في حفلات العشاء، والتجهيزات الدقيقة التي رافقت العرس الملكي وصنعت في الأردن بأيادٍ وطنية.
لقد أحدث العرس ميزة مضافة للتاريخ الوطني إذ بيّن قوة اندماج وحضور ومحبة العائلة المالكة مع المجتمع في شكل استثنائي عبرت عنه الحشود التي خرجت للشوارع والساحات العامة، معبرة عن فرحها بشكل نادر، فما حدث في الوطن بكل ارجائه سيكون جزءًا من ذاكرة الاجيال التي ستروي قصة حفل الأردن.
أما المشاركة العربية والدولية من خلال الوفود التي حضرت العرس او حتى التي احتفلت عن بعد في فلسطين والعراق والتي أرسلت تهانيها، فهي دالة على مستوى السمعة الدولية للأردن والحضور الاستثنائي للقيادة الهاشمية في منابر العالم والمؤسسات الدولية، فمن حضر للاردن جاء ملبيا الدعوة الملكية تكريما للملك وجلالة الملكة وللأردن كدولة تمثل نموذجا من الاستقرار والثبات في بيئة مضطربة وقاسية وجاء وهو مدرك أنه لن يدعى لمثل تلك الدعوة في المنطقة العربية وفي دولة لها مزايا ومقدرات مثل الأردن.
لقد اظهر وعكس عرس الأمير الحسين قيمة ومكانة الـبلد والتنوع في مسار الدولة، وبين رسوخ المؤسسات فيها، وكشف عن القدرات التنظيمية لمؤسسة الديوان الملكي والتشريفات الملكية، والشكر الكبير للمؤسسات الإعلامية والزملاء العاملين فيها وللأجهزة الأمنية وكل الذين شاركوا في تدابير التنظيم لحفل الزفاف ولكل من جاء للأردن ملبيا دعوة جلالة الملك والملكة لحضور عرس الأردن الذي بيّن للقاصي والداني ما هي مكانة الأردن وما هي العلاقة الاستثنائية بين الأردن والعالم وبين الحكم والشعب الذي ظل وفيا دوما لقيادته ولتاريخ طويل من الإنجازات والمحطات المشرقة والمكانة التي صنعها الهاشميون للأردن.