النسخة الكاملة

التل يكتب : هل وصلت الرسائل الملكية؟

الخميس-2023-06-03 11:31 pm
جفرا نيوز -
  جفرا نيوز - كتب - بلال حسن التل
  
تيار الفرح الذي سرى في الجسد الأردني،فاعاد اليه حيويته، تماما مثلما يفعل التيار الكهربائي بالمكان الذي يسري فيه فيحيل الظلمة إلى نور، ويعيد الحياة فيه الى طبيعتها، كذلك فعلت مراسم زفاف ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير الحسين بن عبدالله الثاني .

 كثيرة هي الاسباب الحقيقة لفرح الاردنيين الصادق بزفاف صاحب سموه، اقول الفرح الصادق لان بعض الصلعان اياهم، من المنبتين عن شعبنا و طبائعه، وصف أفراح شعبنا بالزائفة والمصطنعة، مما لايجوز وصف مئات آلاف من الناس به. 
  اقول انها كثيرة اسباب فرح الأردنيين بزفاف ولي عهد جلالة مليكهم، اولها ان جلالته خاطبهم بلغتهم النفسية و الجسدية، كاي راعي أسرة يفهم نوازع أفراد أسرته فهما صحيحا وعميقا. لذلك كانت حاضرة الجوفية والسحجة والدحية والهجيني والحوشية والقصيد الشعبي ، في حفل ليلة "التعليلة" و"القرى"  في مضارب بني هاشم، حيث حضرت بيوت الشعر وحضرت المناسف، وحضر الجيش وحضرت العشائر الركائز الاساسية للوطن، واول جند عرشه، وغنى الشباب المطربين الذين يتحدرون من العشائر الأردنية، الحويطات و السرحان و السلمان و اللوزي بفرح غامر لأميرهم، الذي كان يتمايل مع والده واعمامه و أبنائهم، على ألحان الدحية واغانينا الشعبية الأردنية، وكان المعزب يتحدث مع أهله وربعه بلهجتهم، ومفرداتهم، "حياكم الله" ، "فرحتنا تمت مشاركتنا فرحتنا" "مضاربنا  عامرة بوجودكم 'حسين كمل نص دينه' . 
   في كل تفصيلية من تفاصيل عرس سمو ولي العهد، كان الأردني يجد ذاته، ويزيد افتخارا بهويته الوطنية الأردنية، وبتراثه وتقاليده الشعبية الأردنية، التي هي مكون أساسي لهويته الوطنية الاردنية، التي كانت حاضرة في تفاصيل زواج الحسين بن عبدالله الثاني، بدء من جاهة الخطوبه لسموة التي كانت بسيطة ومحدودة العدد ذات طابع عائلي، كما كانت عليه جاهات سائر الاردنيين، قبل أن يشوهها محدثي النعمة بالمظاهر الكاذبة والجموع الغفيرة. 
 و مثلما حضر التراث الأردني وتقاليده الشعبية في جاهة سموه، فقد كانا حاضرين في حناه وحمامه وزفته، وملابسه التي لم تكن السموكن والببيونه، فقد لبس سموه  زينا الوطني الأردني، فكان منحازا التراث شعبه وتقاليده، من الكبر والدامر والجنادة العباءة، وصولا للشماغ الأحمر الذي كان سيد الموقف في مضارب بني هاشم كما كان المنسف. 
 لقد كان الترات الأردني من العقبة إلى الهضبة حاضرا، في كل تفاصيل زفاف ولي العهد في يومه المشهد. لذلك يمكن القول ان الزفاف الملكي كان أحياء حقيقيا للتراث الشعبي الأردني،  جاء لكسر موجة تعرض لها هذا التراث في محاولة لطمسه، خلال السنوات الماضية ومحاولة، استبداله بطقوس باردة  لاحياة ولا فرح حقيقي فيها، يسيطر عليها الضجيج، وتغيب عنها روح الجماعة، فصارت نسبة عالية من الشباب، تجهل تراثنا الشعبي وطقوسه ليجيئ زفاف ولي العهد فيعلمها لهم ويذكر آبائهم بها.واولها ان الفرح يجب أن تكون حاضرة فيه روح الجماعة: الحارة والعشيرة و القرية والبلدة، وأن يحضر فيه جبر الخواطر، وأن يكون اصلا وحقيقيا.
 مثلما حضرالتراث الشعبي الأردني وتقاليده، في كل تفاصيل اليوم المشهود لزفاف ولي العهد، فإن هذة التفاصيل حملت العديد من الرسائل الملكية، اولها سلة طمأنة من قائد الوطن لابناء وطنه ان ابني الحسين منكم ولكم، وهو امين على هويتكم الوطنية، وعلى تراثكم وتفاليدكم، وهي صورة لولي صنعت حول سموه التفافا شعبيا، لأن سموه وبعد أن اطلع على ثقافات العالم وتراث شعوبه، لم ينخلع ثقافة وترات شعبه وتقاليده.  رسالة ملكية أخرى تقول ليس في التراث الشعبي الأردني مايعيب، وانه يليق بالملوك والامراء، وهي رسالة للمنبتين عن جذورنا ان عودوا إلى تراثنا، فهو غني قادر على إدخال الفرح إلى القلوب والنفوس. 
ورسالة ملكية ثالثة تقول ان للاردن تاريخ ضارب الجذور يليق بحجارته ان يصنع منها سيف يليق بالملك الممتد والعدل والقوة، فكيف اذا كان ذلك كله بعاطفة الابوة والامومة الصادقة والجياشة، كما بدت من جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين وجلالة الملكة رانيا، وهي العاطفة التي زنرت وطن.
© جميع الحقوق محفوظة لوكالة جفرا نيوز 2024
تصميم و تطوير