جفرا نيوز -
جفرا نيوز - بقلم د. خالد الشقران
زفاف ملكي بهوية وطنية، هو الوصف الاكثر دقة لكل مظاهر الفرح التي يعيشها الاردنيون حاليا وخلال هذه الايام، فعم الفرح ديارنا بمختلف مناطقها، واقيمت الاحتفالات الشعبية والوطنية النابعة من حب للهاشميين بكل موروثهم الديني والقيمي والحضاري وانجازاتهم منذ عهد الملك المؤسس عبد الله الاول الى الملك طلال ابو الدستور والملك الباني الحسين بن طلال الى الملك المعزز عبد الله الثاني بن الحسين وولي عهده الامين الامير الحسين بن عبد الله الثاني فمن الارياف والمخيمات والبوادي الى القرى والمدن توالت المشاهد والصور وزخرت وسائل التواصل الاجتماعي بالاحتفالات العفوية التي عكست بشكل واضح الالتزام بالتقاليد الأردنية الاصيلة في مثل هذه المناسبات، وتفاعل الناس بمختلف فئاتهم واماكنهم مع هذه المناسبة العزيزة على قلوبهم.
ولم يكن شعار «نفرح بالحسين» الذي حمله الاردنيون بقلوبهم قبل احاديثهم وتفاعلهم وتناقلته وسائل الاعلام وامتلأت به وسائل التواصل الاجتماعي الا انعكاس حقيقي لمشاعر المواطنين وفرحتهم التي رسمت لوحتها بدقة متناهية المشاركة الوطنية والشعبية الواسعة التي تحكي قصة الاردن الكبير بشعبه وبنسيجه الوطني الذي اصر على اعلانها رسالة واضحة لا لبس فيها بأن الفرح بالامير الهاشمي هو فرح للجميع، فسادت مظاهر الفرح قلوب الاردنيين وبيوتهم وساحاتهم فعبروا عنها بالاهازيج والاغاني النابعة من قلب التراث الاردني وتفاعلوا بكل بهجة وسرور مع الاحتفالات التي اقامها فنانون اردنيون وعرب.
كما تجلت صورة اللحمة الوطنية وبالحب ما بين الشعب والقيادة الهاشمية بفرح الحسين الذي فاضت به مضارب بني هاشم اثر توافد الاردنيين تلبية لدعوة جلالة الملك عبد الله الثاني احتفاء بزواج ولي العهد المحبوب والتي اشتملت على اشعار واغاني ودبكات وعروض فنية بمشاركة فرق وفنانين أردنيين من مختلف مناطق المملكة، فيما اظهر هذا العرس الوطني المهيب شخصية الأمير الهاشمي المعتز بتراثه الوطني والمنتمي للمؤسسة العسكرية- الجيش العربي وتقاليد البيت الهاشمي الكريم.
كما تظهر مراسم وفعاليات الاحتفال بزواج ولي العهد الامير الحسين بن عبد الله الثاني المكانة الكبيرة والدرجة العالية من التقدير التي يحظى بها الأردن والقيادة الهاشمية والتي برزت اكثر من خلال الحرص على حضور حفل الزفاف ومشاركة الاردنيين افراحهم بتمثيل عالي المستوى، من ملوك ورؤساء وأولياء عهد ورؤساء وزراء وشيوخ وأمراء دول شقيقة وصديقة، وكذلك الحضور الإعلامي الكبير وحجم التغطية الإعلامية التي بدأت مبكرا لحفل الزفاف وجعلتنا كأردنيين انموذجا وعنوانا للفرح الحضاري الذي يمثلنا ويشبهنا ويعبر عنا.
اما مراسم موكب الزفاف الملكي الذي سيجوب شوارع العاصمة عمان اليوم، فإنه سيغمر بمروره قلوب الاردنيين بالفرحة والمحبة في مشهد لا تجد مثله الا في الاردن حينما يتمكن الناس من المشاركة الفعلية بالقاء التحية والمباركة ونثر الورود والحلوى على الأمير وعروسه، ويؤكد حقا ان فرحنا بالحسين هو زفاف ملكي بهوية وطنية.