جفرا نيوز -
جفرا نيوز - كتبت - سميرة الدسوقي
لم يكن وعد جلالة الملكة رانيا العبدالله للمغفور له جلالة الملك الحسين بن طلال، أن ينشأ الحسين الابن على نهج الحسين الجدّ، مجرد كلام، فقد أوفت بوعدها وخرّجت شابا جعلت العالم ينصّبه زعيما في القرن الحادي والعشرين.
وحين أصبح الأمير الحسين 20 عامًا كان أصغر شخصية على الإطلاق ترأس جلسة لمجلس الأمن الدولي التابع لمنظمة الأمم المتحدة، مما جعل بان كي مون الأمين العام للأمم المتحدة آنذاك يقول عنه» إن الأمير حسين لم يبلغ بعد 21 عامًا، ولكنه بالفعل زعيم في القرن الحادي والعشرين».
وقد أشرف الأمير الحسين أثناء الاجتماع على نقاش حول أساليب منع الشباب من الانضمام إلى الجماعات المتطرفة، واعتمد مجلس الأمن بالإجماع القرار 2250 والذي كان تحت عنوان «صون السلام والأمن الدوليين»، وتم تقديم القرار بمبادرة من الأردن خلال الجلسة التي ترأّسها الأمير الحسين.
هذا الامير الشاب لم يكن تنصيبه وليا للعهد بالمصادفة بل جاء بعد تأكد جلالة الملك عبدالله الثاني قدرة نجله على تحمل هذه المسؤولية الكبيرة، فقد ذكر جلالته في كتابه فرصتنا الأخيرة: السعي نحو السلام في زمن الخطر، عن تسمية الأمير حسين وليا للعهد.
وقال"في العام 2009 سميت ابني البكر، حسين، وليا لعهد المملكة الأردنية الهاشمية بموجب الدستور الذي ينص على أنه «تنتقل ولاية الملك من صاحب العرش إلى أكبر أبنائه سناً».
وزاد جلالته «لم يكن هذا القرار سهلاً، فأنا كنت أفضّل أن ينعم الحسين في صباه وشبابه، كما نعمت أنا، بحياة حرة من الضغوط التي يفرضها موقع ولي العهد، لكن في النهاية رأيت من الأفضل للبلاد، وكذلك لابني، أن يكون واضحاً للجميع كيف يبدو لي مستقبل المملكة الأردنية الهاشمية».
وقال جلالته «حسين اليوم في السادسة عشرة من عمره، وأملي الأكبر هو أنه حين تقضي مشيئة الله أن يستلم مسؤولياته، لن يجد نفسه في مواجهة الصراع ذاته الذي قضى فيه جد جده »، الحسين بن عبد الله الثاني بن الحسين بن طلال بن عبد الله الأول بن الحسين بن علي (28 حزيران 1994/ 19 محرم 1415 هـ -)، ولي عهد المملكة منذ الثاني من تموز من عام 2009، وهو الحفيد الثاني والأربعون للنبي محمد.
وحين بلغ سموه الثامنة عشرة من عمره وجّه له جلالة الملك عبدالله الثاني، رسالة قال فيها «قد اكملت الثامنة عشرة من عمرك المديد ما يؤهلك لتحمل أمانة المسؤولية وأعبائها، لعلها تكون منارة تهتدي بها وتستلهمها، في قادم الأيام أسلوب حياة ومنهج عمل».
واضاف جلالته «وإنني أتوسم فيك كل الخير، وكلي ثقة بأنك ستسير على نهج آبائك وأجدادك ملتزما بحب الوطن والانتماء إليه والتفاني في العمل المخلص الجاد، ونكران الذات وحب الظهور، والعزيمة وقوة الإرادة والاسترشاد بالخلق الهاشمي السمح الكريم المستند إلى تقوى الله أولاً، ومحبة الناس والتواضع لهم، والحرص على خدمتهم، والعدل والمساواة بينهم».
وحب ولي العهد لعائلته الكبيرة من ابناء شعبه جعلته دائم الوجود بينهم فقد احتفل بزفافه معهم في اكثر من مكان، كما اقام رفاق سموه في لواء الملك الحسين ليلة سمر احتفاء بقرب زفاف سموه.
إن حبه لعائلته الكبيرة لم تنسِه عائلته الصغيرة، فقد نشر سموه صورة من تخرج شقيقه الامير هاشم بن عبد الله على صفحته بتويتر، قائلا: «هاشم العزيز، فرحتي فيك بحجم الدنيا، مبارك التخرج وإن شاء الله تتابع طموحك في حياة جامعية مليئة بالنجاح تخدم بها أهلك ووطنك».
والأمير الشاب له منزلة كبيرة في قلب امه جلالة الملكة رانيا العبدالله التي قالت عنه «فاليوم بطلع على حسين، بشوف قدامي شاب جندي شجاع واثق من نفسه قوي، بشوف كيف يعني كوالده، بشوف كيف أسلوبه، أسلوب تعامله مع عروسته ومع عرسه».
وجلالتها كأي ام تسعى ان يصل اولادها الى بر الامام في مستقبلهم وحياتهم، وحبها لولي العهد وانشغالها بتحضيرات الزفاف لم يؤخرها عن واجبها اتجاه باقي ابنائها، فقد نشرت جلالتها صورا من حفل تخرّج ابنها الأمير هاشم وذلك بعد أيام قليلة على نشرها صور تخرّج ابنتها الأميرة سلمى أيار الماضي.
جاء ذلك في تدوينة للملكة رانيا على صفحتها بإنستغرام، حيث قالت في تعليق على الصور: «مش ملحقة على الأولاد هالسنة! الله يحماكم وألف مبارك لحياتي هاشم والله يوفقك، طول عمرك حنون وهني».
وتجري التجهيزات على قدم وساق لتنظيم حفل زفاف ولي العهد الأمير الحسين، والذي سيقام غدا الخميس، وسيحضره زعماء ورؤساء دول وشخصيات عربية وعالمية مرموقة.
وسيتم عقد فعاليات رئيسية في قصر زهران، والذي شهد العديد من الأعراس الملكية، من أبرزها حفل زفاف جلالة الملك عبد الله الثاني، وجلالة الملكة رانيا العبد الله عام 1993.
وسيقام حفل الزفاف على أعلى المستويات، لتتواءم المناسبة التي يترقبها الأردنيون؛ لإيصالها لبيوت كل الأردنيين، ضمن مراسم ملكية عالية المستوى.
ومن المتوقع ان يكون هنالك تشابه بترتيبات زفاف ولي العهد الأمير الحسين مع حفل زفاف والده، جلالة الملك عبد الله الثاني وسيكون حفل الزفاف كما وصفه الاردنيون «عيد وفرحة غامرة للجميع ».
وولي العهد سمو الامير حسين له علَم خاص على شكل حزم من الأشعة باللون الأسود والأبيض والأخضر والأحمر ترتبط بها نجمة سباعية تلتف حول التاج الفضي.
وألوان العلم ذو دلالات قومية كما هو العلم الأردني، إذ يمثل كل لون فيها خلافة إسلامية؛ فالحزمة السوداء تمثل العباسيين والبيضاء الأمويين والخضراء الفاطميين، فيما اللون الأخضر يرتبط تقليديا بالإسلام والمسلمين.
والحزمة الحمراء التي تمثل سلالة الهاشميين والثورة العربية الكبرى، وتمثل النجمة السباعية آيات سورة الفاتحة السبعة وتعبر عن وحدة الشعوب العربية، وأما التاج الفضي فيرمز إلى النظام الملكي، ويمثل سمو ولي العهد، وهو يقع في وسط النجمة ليعبر عن توسط سموه جميع مكونات وأطياف أبناء الشعب الأردني.