النسخة الكاملة

الأردن والهاشميون والاستقلال.. راياتٌ خافقات

الخميس-2023-05-24 08:13 pm
جفرا نيوز -
جفرا نيوز- كتب: مصطفى توفيق أبو رمّان
مسيرةُ الاستقلالِ، إضافة لِكوْنِها، ذروةَ المجْدِ الذي استهلّه الملك المؤسس عبد الله الأول ابن الشريف الهاشمي، وإضافة لِعكسها مختلف عناوين النّماء والبناء، هي مسيرةُ رايات، وخَفْقُ ذارياتٍ عاليات.
منذ راية النّبيِّ الهاشميِّ محمد ابن عبد الله عليه صلوات الله، وصولًا لراية الملك المعزّز عبد الله الثاني، عشر رايات محفوظاتٌ بحفظِ الرحمن، راجحاتٌ في الميزان، شامخاتٌ من أوّل الزمان حتى آخر الزمان.
عاليًا حلّقت الرايات في عهد خاتم الرسالات. تعددت ألوانها بحسب استخدامها واختلاف أوقاتها. وفي كل الحالات والأوقات ظلّت هاتيكم الرايات منبعًأ للمعاني العظيمة، ولو نطقت راية الرسول اليوم لصرخت بوجه من يجهلعا ذريعة للإرهاب. تلك راية صنعت دولة، فيما يحمل الأشرار رايات الخراب.
بعد راية الرسول الكريم عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم، توالت الرايات للراشدين والأمويين والعباسيين والفاطميين والهاشميين، وصولًا لِراية الثورة العربية الكبرى الخافقة بالمعالي والمعاني، المحمولة بعهود ردّ المظالم وتحقيق الأماني، التي هتفَ باسمِها أبطالُ الزّمانِ وأسيادُ المكانِ.
أما راية المملكة الأردنية الهاشمية فهي راية الرايات الهاشمية جميعها.
خافقٌ في المعالي يا عَلَمَ القادةِ الغَوالي. بهيةُ الجَمالِ، عربيةُ الظِّلالِ، فوق هامِ الرِّجالِ أنتِ يا رايةَ الجلالِ.
في ابتسام الأقاحِ سوف نحييكِ يا درس الصف الرابع، يا درس الصفوف جميعها ونشيدَ الصباحِ قبلَ وجبةِ العِلْم، فلا عِلْمَ يسبقُ صفحةَ الانتماء، ولا وِرْدَ قبلَ وِرْدَ الجهادِ والفِدا، واحتدامِ الطِّراد في المَدى.
مهيوبةٌ يا رايتَنا الأردنيّة الهاشميّة، مهيوبةٌ في وطنٍ مهيوب، عَبَقُ المسك يا عَلَمي شامخًا مزهرًا فوق رايات الأُمَمِ.
فوقَ أفقِ الخيالِ أنتِ يا رايتي.. فوق الحيازةِ.. فوق النّوال.. أطيبُ ما في الطيوبِ، وأجملُ ما في الجَمال.. ألوانكِ منسوجةٌ من مُحال.. ومجدكِ يرفرفُ عاليًا فوقَ الذُّرى والجِبال. وإنْ كان طبعُ الوجودِ الزّوال، فأنتِ خلودُ اليقين وخيرُ الغِلال.
أي مجدٍ يجتمعُ داخلَ سماءِ رايةٍ تسري في عروقِها دماءٌ أردنيةٌ هاشميةٌ زكية. أيُّ مجدٍ يا بنتَ المجدلية. يا نبتَ الكروم في السهول الغضيّة.
كوني فكانت.. أقسم تحت ظلالها عبد الله الأول، وطلال الأول، والحسين الأول، وعبد الله الثاني.. هاشميٌّ يسلّم الراية لهاشمي.. مجدٌ متوراثٌ أبي.. كوني فكانت وجهَ الشّرف سيفَ التّداني.. رُمحَ الزّمانِ.. سَهْمَ العَنانِ.
أرواحُنا فداءُ راياتِنا؛ منذُ الأسودِ العُقاب، وحتى راية البطل الهاشميّ.. أصواتُنا تنشدُ عاش المليك.. راعي النهضة التي تحيطُنا.. وارثُ أشرفِ نَسَبٍ حدّثتْ عنهُ بُطونُ الكتُبِ..
فتعالوا نهتف: يا مـليـكَ العربِ/ لكَ مـن خـيرِ نبي/ شــرفٌ في النســَبِ/ حدّثتْ عنه بطونُ الكتُبِ.
وسوف نظلُّ نهتفُ ما حيينا: خافقاتٌ في المعالي يا راياتِ القادةِ الغَوالي. وأمّا أنت يا علم المليك، فلك مجدك الأوحد، ولك خصوصيتك التي لا تشبهها خصوصية أُخرى.. ترتفعُ حيث يحلُّ جلالتُه، وتكونُ حيثُ يكون.
في القلبِ منكَ علمُنا.. في قلبِ علمِنا تاج.. هبَّ أجدادُكَ فانطوتْ تحتَ أقدامِهم فيافي البِيد.. هاج الثّرى.. هاجَ وماج.
ذو الفقار ينادي والصمصام عنه غيرَ بعيد.. فما من سيفٍ أرشدُ من مهنّدِ الهاشميين.. وما من حقٍّ يضيعُ وفي قلوبكم، مثلما بين زنودكم بُراقُ الحزْمِ العطوفِ.. فطوفي، حيثُ شئتِ، يا دالية المجدِ طوفي.. مآلك ها هُنا في بيتِنا الأردنيِّ الهاشميِّ داني القطوفِ..
طوفي.. يحميكِ رجالُ الهواشم.. يُشجيكِ قرعُ السيوفِ.. طوفي.