جفرا نيوز -
جفرا نيوز - بقلم شحاده أبو بقر
تباينت تفسيرات معاجم اللغة العربية والاجنبية لمعنى الاستقلال بتطور الزمن، فالاستعمار العسكري بشموليته التي تفقد الدولة سيادتها، كان هو النقيض للاستقلال.
وبمرور العقود والقرون، تبدل السواد من المفاهيم على هذا الكوكب، ومنها مفهوم الاستقلال، عندما صار العصر عصر سرعة، لتتقارب المسافات عندها زمنيا بين الدول والمجتمعات، ولتتسع مجالات التعاون والتحالف الإقليمي والثنائي وحتى الدولي.
هنا إختلف الحال، فلا بد للدول المحدودة مواردها، من أن تبني علاقات قائمة على تبادل المصالح مع دول ذات موارد تمدها بالمساعدات المالية والعسكرية والتقنية والاقتصادية، ولكن بما لا ينتقص من سيادتها الوطنية، وإستقلال قرارها السياسي بالذات.
ووفقا لهذه الحقائق التي لا يناقضها موضوعي منصف، فإن المملكة الأردنية الهاشمية، دولة حرة مستقلة، تملك قرارها السيادي الوطني، حتى وهي تقيم كسائر دول الأرض، علاقات تعاون مع دول كبرى وصغرى ذات موارد تحتاجها المملكة، إلا إذا كان هناك من يريد للأردن أن يكون دولة جزيرة معزولة عن عالمها، كي يحلو له القول حينها، هكذا هو الاستقلال!!.
لا، الأردن رأس ماله هو استقلاله الذي لم ولن يتنازل عنه أبدا، حتى لو جاع لا قدر الله، وكل قرار إستراتيجي يتخذ فيه. لا بد وأن يبنى على صخرة الإستقلال ولا شيء غير الاستقلال.
استقلالنا هو الأوضح من سواه، حتى برغم وجودنا جغرافيا وسط النار لا عند حوافها، أو بعيدا عنها، كما هو حال غيرنا، ويشهد التاريخ قديمه وحديثه، أننا لم نساوم ولم نهادن ولم نرضخ، حتى في أقسى الظروف وأمام أعتى الدول، وإنما حافظنا على سيادتنا، وعلى قرارنا الوطني، غير هيابين، ولا مترددين.
الأردنيون الكرام بقيادتهم الهاشمية الكريمة، ما فرطوا، ولم يفرطوا، ولن يفرطوا يوما بإستقلال بلدهم، وإنما صانوه وحموه، وجادوا دونه بالأرواح.
من حقنا أن نفرح باستقلالنا الذي انتزعناه من بين أنياب الذئاب، ورحم الله من حققوه، برغم شدة الفقر وندرة المورد وقلة الصديق في زمن جد صعب مرعب للخائفين، ونحن لسنا منهم، وبارك الله الأحياء الأبرار منهم.
الأردن وطن لا ساحة، الأردن حالة مستقرة لا طارئة... ومبارك هو استقلالنا، على الملك والشعب، والجيش والأمن، وكل ذرة من ثرانا الغالي الطهور.
قبل أن أغادر.. هل نحن وطن مستقل؟. الجواب، نعم وبإمتياز لا يجارى. فلا نامت أعين الجبناء. الله من أمام قصدي.