جفرا نيوز -
جفرا نيوز - بقلم نسيم عنيزات
أصبحت حوادث السير ونسبتها المرتفعة مقارنة مع عدد من دول العالم تشكل حالة مقلقة للمجتمع، فلا يكاد يمر يوم الا ونصحو على حادث مفجع نفقد معه عددا من أبنائنا الذين يذهبون ضحايا اخطاء اما بشرية او تنظيمية.
وامام هذه الارقام المرتفعة وما تخلفه من فواجع ومآسي، تستحق منا ان نتوقف عندها ، وندرسها بطريقة واسلوب علمي جديد ومتطور بعيدا عن التقليد او الاكتفاء بنداءات الاستغاثة ورسائل التوعية التي تكاد لا يقرأها أحد.
مما يستوجب علينا البحث من جديد عن وسائل أكثر نجاعة تقدم لنا حلولا جذرية وملموسة، حتى لا نبقى نتلاوم ببن بعضنا ويحمل كل منا المسؤولية على غيره، باعتبارنا جميعا مسؤولين، وعلى كل واحد منا ان يقوم بدوره لحماية أبنائنا ومجتمعنا من هذه الفواجع والبعد عن مواكب الجنائز بمشيئة الله.
ونبدأ بتطبيق القانون بكل صرامة وبعدالة بين الجميع وألا نكتفي بالحملات الآنية والوقتية، وان لا تأخذنا رأفة ولا رحمة بكل من يخالف القانون ويقترف مخالفات قاتلة خاصة تلك المتعلقة بقطع الإشارة الضوئية واستخدام الخلوي وعدم التقيد بقواعد السير .
والتأكد من صلاحية المركبة للسير على الطرقات وتشديد المواصفات وعدم التهاون فيها دون محاباة او مجاملات بعيدا عن الشعبوية او التأثر بوسائل التواصل الاجتماعي.
وهنا ندعو الى مواكبة التطورات العالمية في استخدام التطبيقات ووسائل التتبع والكاميرات على جميع سيارات ومركبات المملكة من خلال الية ووحدات مركزية ترصد كل مخالفة بشكل فوري وتحرير مخالفة فورية وإرسالها فورا عبر التطبيق، دون النظر الى التكاليف المالية التي نعلم انها مرتفعة، لان أرواح أبنائنا أغلى من اي ثمن او كلفة مادية.
وهنا لا بد من تضافر جهود جميع المؤسسات العامة والمجتمعية وشركات التأمين والمواطنين في المشاركة وتحمل الكلفة المالية التي ستعود حتما بالنفع على الجميع خاصة شركات التأمين التي ستوفر مبالغ كبيرة في حال انخفضت نسبة الحوادث وكذلك الحكومة من خلال جهاز الأمن العام الذي ستنعكس عليه بالوفر سواء على عناصرها البشرية وانتشارهم او استخدامات السيارات وما تكلفه من بنزين وصيانة وكذلك التكاليف الصحية وما تخلفه بعض الحوادث من إصابات خطيرة.
كما يتطلب الأمر النظر الى حالة الشوارع والطرقات سواء في العاصمة عمان او داخل حدود المدن والبلديات الأخرى والخارجية أن بعضها لا تصلح للسير من كثر المطبات والحفر والتشققات وما اصابها من تصدعات وانهيارات حيث مر على بعضها زمن دون صيانة او اعادة تأهيل .
فالقضية تحتاج إلى حملة، لا بل هبة وطنية شاملة وخطة استراتيجية حقيقية تتناول جميع المحاور والتفاصيل بعد ان فشلت إجراءاتنا السابقة- مع احترامنا لها- من تحقيق الأهداف المرجوة.
فالقضية ليست جباية لأنها مهما بلغت قيمتها، لا تساوي شيئا أمام فواجع الناس بقدر ما هي المحافظة على أبنائنا وشبابنا من الحوادث اليومية المفزعة والمرعبة .
حمانا وحماكم الله وابعد عنا جميعا كل مكروه.