النسخة الكاملة

هل نحن بحاجة لحوار وطني شامل ؟

الخميس-2023-05-21 10:27 am
جفرا نيوز -
جفرا نيوز – د. محمد أبو بكر

برزت في الآونة الأخيرة مجموعة من التساؤلات على ألسنة سياسيين ومهتمين بالشأن المحلي ، وخاصة السياسي ، مفادها هل نحن بحاجة لعقد مؤتمر وطني يناقش كل ما هو مسكوت عنه ؟ حيث يشير أحد هؤلاء بأنه بعد تنفيذ ما جاء من توصيات للجنة الملكية للتطوير السياسي ، وإقرار القوانين ذات العلاقة ، والمضيّ قدما في حياة حزبية جديدة ، فإنّ الحالة الراهنة تتطلب الوصول إلى مثل هذا الحوار .

وحين سألت جفرا وزيرا سابقا حول هذا الأمر أجاب ؛ بأنّ الحوارات الوطنية حاجة صحيّة ، ودليل على السعي نحو ديمقراطية حقيقية ، والهدف هو إشراك كافة الفعاليات في مناقشة كل ما يدور في المجتمع ، مؤكّدا بأن هناك الكثير مما هو مسكوت عنه ، والأصل مناقشته بروح من المصداقية والشفافية والصراحة .

وأضاف ؛ إنّ المجتمع الأردني يتقدم بصورة كبيرة فيما يتعلق بالوضع السياسي ، وهناك وعي كبير لدى المواطنين ، والأردن يختلف عن غيره من الدول وخاصة فيما يتعلق بالحرص على مصالح الوطن ومواطنيه ، مشيرا إلى أن الحالة السياسية ليست الوحيدة التي يمكن مناقشتها ، فهناك قضايا عديدة يجدر بنا جميعا وضعها على الطاولة والعمل على فتح باب الحوار حولها .

الحوارات الوطنية هي مطلب يسير في اتجاهات مختلفة ، والأردن مقدم على تجديد حياته السياسية ، ليس فقط ما يتعلق بالإنتخابات والأحزاب ، فالقضايا السياسية متشعبة ، وتحتاج لعقول نيّرة قادرة على الوصول إلى نتائج تصبّ في منعة الأردن واستقراره ، والعديد من الدول تسعى دوما إلى ذلك ، ونظامنا السياسي دائما ما يرحب بكل جهد يهدف لتطوير المجتمع وتقدمه.

ويدرك الكثير من السياسيين والمهتمين بالشأن العام بأن الأردن يعيش في ظل إقليم ملتهب ، وخاصة ما يجري في غربي النهر بعد وصول اليمين الصهيوني إلى سدّة الحكم في كيان الإحتلال ، حيث أن الأردن ما زال مستهدفا من هذا اليمين تماما كما هي فلسطين ، وهذا يستدعي جهودا كبيرة وتنسيقا بين الطرفين الأردني والفلسطيني لمواجهة أي تهديدات ، ودفاعا عن الأرض والمقدسات ، والتي تواجه هجمة شرسة من هذا اليمين العنصري ، في حين يقف الأردن الرسمي بالمرصاد لأي محاولات لتغيير الوضع الراهن في القدس ، والتي تعني الكثير للفلسطينيين والأردنيين معا .

الواقع يفرض على الجميع استشراف المستقبل وما تخبئه الأيام التي قد تكون حبلى بمفاجآت على أكثر من صعيد ، وهذا يحتاج إلى عملية تغيير نحن في انتظارها ، وهناك اعتقاد بات يسود خلال الفترة الماضية مفاده أنّ القادم يجب مجابهته بأدوات جديدة وبأشخاص قادرين على القيام بذلك ، والعمل على الولوج لمرحلة سياسية مختلفة وعدم التقوقع أو الإنزواء ورؤية أين تكمن مصالحنا .