النسخة الكاملة

إعلان جدة ما بين تجاوز الأزمات وتعزيز العلاقات!

الخميس-2023-05-21 10:19 am
جفرا نيوز -
جفرا نيوز - إعداد: الدكتور عادل محمد القطاونة

كان لدعوة الرئيس الأوكراني زيلينسكي كضيف شرف على القمة بعض المرحبين وبعض المتحفظين؛ حضور الرئيس السوري بشار الأسد كان محط أنظار المراقبين، وكان لكلمته التي نادى فيها للعمل العربي المشترك وهاجم من خلالها تركيا بطريقة غير مباشرة صدى في أرجاء القمة العربية، كما هاجم رشاد العليمي، رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني إيران بعبارات قاسية لاقت العديد من الملاحظات ما بين مؤيد ومعارض، كما لاقت رسالتي الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والرئيس الصيني شي جين بينغ الترحيب والثناء!

أعمال القمة العربية الثانية والثلاثين التي عقدت في مدينة جدة أعلن ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان فيها موافقة المشاركين على البيان الختامي للقمة العربية، الملف السوري وبحضور الرئيس السوري كان أحد أهم ما شهدته أعمال القمة، فبعد حوالي 12 عاماً من تعليق عضوية سوريا في جامعة الدول العربية، تم إعادة سوريا إلى الحضن العربي، وركزت هذه القمة على أهمية تكثيف الجهود العربية الرامية إلى مساعدة سوريا على تجاوز أزمتها، وتعزيز الظروف المناسبة لعودة اللاجئين السوريين والحفاظ على وحدة وسلامة أراضي سوريا.

الملف السوداني برز كأحد أهم الأزمات التي تستوجب الحل السريع في ظل تأجج الصراع هناك، وقد خلصت القمة إلى رفض أي تدخل خارجي في الشأن السوداني لتفادي تأجيج الصراع، واعتبار اجتماعات الفرقاء السودانيين في جدة خطوة يمكن البناء عليها لإنهاء الأزمة، وتغليب لغة الحوار والحكمة لما فيه مصلحة الشعب السوداني.

الملف الليبي، لم يكن بمعزل عن الحوار فقد تم التأكيد على أهمية حل الأزمة الليبية في الإطار الليبي، ودعم إجراء انتخابات برلمانية ورئاسية كحل للخروج منها، ودعم جهود البعثة الأممية في ليبيا، والتأكيد على ضرورة التوصل إلى تسوية سياسية شاملة، وأهمية توحيد القوات المسلحة الليبية، وتثبيت وقف إطلاق النار.

يمنياً، أكدت القمة العربية أهمية دعم الجهود الأممية والإقليمية الرامية إلى التوصل لحل سياسي شامل للأزمة اليمنية، ودعم مجلس القيادة الرئاسي في اليمن لإحلال الأمن والاستقرار.

فلسطينياً، تم التأكيد على مركزية القضية الفلسطينية عربيا وعلى المبادرة العربية كسبيل لحلها، وعلى أهمية تكثيف الجهود للتوصل إلى تسوية عادلة للقضية الفلسطينية، كما أكدت القمة دعم الوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية؛ على المستوى اللبناني، تم الاشارة لأهمية إنتخاب رئيس لدولة لبنان تمهيداً لشكيل حكومة في أسرع وقت؛ كما ودعت القمة الى تعزيز التضامن مع الأشقاء في الصومال وجيبوتي لتفادي كارثة انسانية!

إقليمياً، تم الترحيب بالاتفاق الذي تم ما بين السعودية وإيران لتفعيل اتفاقية التعاون الأمني والاقتصادي بينهما، والتأكيد على وقف التدخلات الخارجية في الشؤون الداخلية للدول العربية، واحترام قيم وثقافات الآخرين وإحترام سيادة واستقلال الدول وسلامة أراضيها، رفض دعم تشكيل الجماعات والمليشيات المسلحة الخارجة عن نطاق مؤسسات الدولة، دعم استدامة سلاسل إمدادات السلع الغذائية الأساسية للدول العربية.

أخيراً وليس آخراً فقد شهدت القمة العربية حضور جميع الدول العربية وبمشاركة رفيعة المستوى باستثناء غياب ملك المغرب الذي انتدب شقيقه والرئيس الجزائري الذي انتدب الوزير الأول، والرئيس الاماراتي الذي انتدب نائب الرئيس، والأمير الكويتي الذي انتدب ولي العهد، كما وحضر رئيس الوزراء العراقي واللبناني كممثلين عن دولهم، أما السودان فقد حضر المبعوث الخاص لرئيس مجلس السيادة السوداني، جزر القمر مثلها وزير الدولة المكلف بالتعاون مع العالم العربي.