النسخة الكاملة

تأهب بالقدس

الخميس-2023-05-18 12:07 pm
جفرا نيوز -
جفرا نيوز - بقلم محمد سلامة

بنيامين نتنياهو السادس وافق على ترخيص مسيرة المستوطنين أو ما يعرف إعلاميا «مسيرة الإعلام « في القدس المحتلة، والمقرر انطلاقها اليوم من باب العمود إلى حائط البراق دون السماح لها بالوصول إلى الأقصى المبارك، ..هذا ما صرح به قائد الشرطة الإسرائيلية بالقدس دورون تورجمان.

التأهب بالقدس أخذ اشكالا متعددة، فجرى إحضار ثلاثة آلاف شرطي إسرائيلي وجرى تطويق ممرات وشوارع القدس، كما جرى رفع مستوى الإستعداد لتأمين المسيرة دون أي احتكاك مع المقدسيين، وفي التفاصيل إجراءات مشددة واغلاقات واعتقالات وعمليات طرد وابعاد لناشطين من القدس ومنع اي تجمعات أو مسيرات أخرى مشابهة في القدس المحتلة.

(4) وزراء من حكومة نتنياهو السادس سيشاركون بمسيرة المستوطنين بالقدس وهما:- ايتمار بن غفير زعيم حزب عوتسما يهوديت وسموترتيش زعيم الصهيونية الدينية ووزيرة الإتصالات ميري ريغيف ووزير تطوير النقب يتسحاق فاسرلاوف، فيما رفعت حالة التأهب والاستنفار لتأمين استكمال الإجراءات اللازمة لحماية عصابات المتطرفين وميليشياتهما في مسيرة تهدد بانفجار الاوضاع مجددا سواءا من جهة غزة أو الضفة الغربية أو الداخل.

نتنياهو السادس أصدر أمرا لوزرائه بالصمت وعدم الادلاء بأي تصريحات استفزازية، محذرا بن غفير من إطلاق عبارات تهديد ووعيد واستفزاز بحق الأقصى، وقابل ذلك حملة اعتقالات طالت (15) ناشطا ومسؤولا فلسطينيا بالقدس، وإصدار أوامر بابعاد (37)فلسطينيا من القدس على صلة مزعومة بمنظمات فلسطينية، وسجلاتهما تحمل بصمات عنف ضد اليهود.

نتنياهو السادس يتباهى في اجتماعاته المغلقة بارتفاع شعبية حزبه وائتلافه المتطرف بعد التصفيات ضد قادة الجهاد الإسلامي، ويرى أن قراره باستكمال مسيرة الإعلام دون حدوث مشاكل أمنية واعمال عنف سيعيطه فرصة أفضل عند الشارع الاسرائيلي وسيطيل من عمر ائتلافه المتطرف في الحكم وسيساعده في حورات إصلاح القضاء أو مواجهة المعسكر الوطني بزعامة بني غانتس ولابيد حالما يقرر العودة إلى طرح خطة الإصلاحات القضائية واضعاف المحكمة العليا أمام الكنيست مجددا.

إسرائيل الثالثة تعيش في وحل ازماتها، ووحل مستوطنيها المتطرفين، وحالة التأهب في القدس تنذر بتجدد المواجهات مع الشارع الفلسطيني في القدس والضفة الغربية وربما تدخل غزة بصواريخها على خط النار، وبكل الأحوال فإن المتطرفين باريف ليفين وزير العدل من الليكود وسيمحا روتمان من عوتسما يهوديت يعملان على خلخلة بقاء الحكومة الإسرائيلية ويسعيان لصدام الشارع الاسرائيلي بالضغط على نتنياهو السادس لتنفيذ خطة الحسم(1) مع الفلسطينين وخطةالحسم (2) مع دولة تل أبيب الليبرالية.

الأيام القادمات حبلى بالمفاجآت وتجدد الصدامات «اليهودية--اليهودية «أو «الإسرائيلية--الفلسطينية «..فاسرائيل الثالثة تغرق تدريجيا في وحلها وازماتها الداخلية ومع جوارها الفلسطيني.