النسخة الكاملة

القطاونة يكتب: بالحديد ولا بالعبيد !

الخميس-2023-05-14 03:02 pm
جفرا نيوز -
جفرا نيوز - إعداد: الدكتور عادل محمد القطاونة

ما الذي يحدث!! حادثٌ مروري هنا وآخر هناك، وما بين شاحنةٍ كبيرة وسيارةٍ صغيرة، سائقٍ متهور وآخر مُتحضر، طريقٍ خطير ومنحدرٍ كبير، يتساءلُ البعض من المسؤول: السائق، الطريق أم المركبة، وهل للتشريعات المرورية دور في بعض الحوادث المرورية؟ وهل تفتقرُ بعض الطُرقات إلى الأمن المروري؟ وهل أصبحت مقولة بالحديد ولا بالعبيد نعمة في كثيرِ من الحوادث المرورية!

حل الأردن 68 عالمياً في مؤشر جّودة الطرق العالمي، الصادر مؤخراً عن البنك الدولي، واحتلت الإمارات المرتبة الأولى عالميًا بجودة الطرق من أصل 137 دولة شملها الترتيب؛ عربياً، جاءت الأردن الثامنة من أصل 12 دولة عربية شملها التصنيف، كان من أهم المعايير المتبعة في التصنيف جّودة الطرقِ واتساعها وعدد مساربها، وإسهامها في حل مشكلة الازدحام المروري، والإنارة ونوع الإنارة المستعملة، بالإضافةِ إلى مشاريع البُنية التحتية والخدمات المتوافرة، إنخفاضِ حوادث المرور الناتجة عن الطُرقات وإنخفاض نسبة الوفيات، الكفاءة الاقتصادية والاستدامة، نوعية خدمات الصيانة.

بعد حوادث السير الأخيرة التي راح ضحيتها عددٌ من المواطنين بسبب كوابح مفقودة أو سرعةٍ مقصودة، بسبب تغيير مفاجىء في المسرب أو في سائق غير مُرخص! يتساءلُ البعض عن الأمن المروري على الطرقات، عن الأوقات التي تسير بها المركبات الثقيلة والمركبات الصغيرة ! عن المساربِ الخاصة بالشاحنات والباصات! عن ترخيص المركبات والآليات!

لقد حان الأوان لثورة بيضاء بالفكر المروري، يرافقها إعادة هيكلة في النظام المروري، فكرٌ يجعل من السائق شريكًا في العملية المرورية عبر آلية واضحة وصارمة لسائقي المركبات الثقيلة بشكل خاص، كما هو معمول به في العديد من الدول المتقدمة وليس أقل مما هو موجود في نظام ترخيص سائقي المركبات في إنجلترا، حيث يخضع سائقي المركبات الثقيلة والنقل العام لامتحانات دقيقة ومتطلبات عديدة للحصول على الترخيص! في آلية واضحة لسائقي الدراجات بمختلف أنواعها ومسمياتها، في وجود شواخص مرورية مفهومة وليست منثورة، في مسارات مختلفة للباصات والشاحنات، في استغلال أوقات ما بعد منتصف الليل وحتى ساعات الفجر لعمل مركبات مثل ضاغطة النفايات وصهاريج نقل الغاز والوقود!

لقد آن الأوان للتركيز على الجوانب المهمة من فحص دقيق للمركبة فنياً، فحص للكوابح والعوادم وغيرها من الأمور المهمة جداً عوضاً عن التركيز على جوانب ليس لها علاقة بكفاءة المركبة كتظليل النوافذ او كتابة بعض الكلمات على جسم المركبة!

لقد آن الأوان لوقف المزاجية في بعض ملفات تعبيد وصيانة الطرق، ترخيص ومخالفة المركبات، التعامل مع السائق والمركبة، وفق خطط شمولية واضحة تكفل إدارة الملف المروري بنظرة كاملة واجراءات صارمة وتعليمات هادفة.
في العمل على بعض التعديلات الضرورية والجذرية في الأنظمة المرورية لتخفيض الخسائر البشرية والاقتصادية!