جفرا نيوز -
جفرا نيوز- كتب: بلال حسن التل
من عادتي متابعة التصريحات التي تصدر عن قواتنا المسلحة ،ممثلة برئيس هيئة الأركان المشتركة اللواء الركن الطيار يوسف الحنيطي ،ذلك أنها تصريحات تتحول الى عمل وإنجاز حقيقي على الأرض، أو أنها تتحدث عن إنجاز تم وحان وقت الإعلان عنه.وفي كل الحالتين تتجسد أحد أهم مكونات العقيدة العسكرية الأردنية ،وهي أن أفعالنا تسبق أقوالنا ،والصدق مع شعبنا وقيادتناهو نهجنا.
السبب الثاني لمتابعة تصريحات قيادة جيشنا،هو أنها تشعرك بالعزة والأمان والطمأنينة المعتمدة على عنفوان العسكرية الأردنية.ومن الأمثلة على ذلك تصريحات اللواء الركن يوسف الحنيطي قبل فترة زمنية عن تغير قواعد الاشتباك على الواجهة الشمالية الشرقية من حدودنا،لمواجهة عصابات التهريب المنظم للمخدرات والأسلحة إلى الأردن، وعبره إلى دول عربية وغير عربية من خارج منطقتنا، وهي عصابات مدعومة من جهات لها مأرب سياسية في الاقليم،لذلك فإن تصدي قواتنا المسلحة لهذه العصابات بمقدار ماهو دفاع عن الأردن فأنه دفاع عن الاستقرار الإقليمي والعالمي.
منذ تصريحات قيادة الجيش العربي الأردني عن تغير قواعد الاشتباك مع المهربين ،صار المهربون يتساقطون كالفئران في كمائن قواتنا المسلحة،وصارت مطاردة قواتنا الباسلة لهم حتى داخل الأراضي السورية وقتل قيادتهم واخرهمالرمثان، المطلوب الاول للأردن لدوره بعمليات التهريب للاردن ، مصدر رعب لافراد هذه العصابات ومشغليها ومن يختبئ خلفها.
مناسبة هذا الحديث هو ماقاله رئيس هيئة الأركان المشتركة ، في مستهل اجتماعات اللجنة العسكرية الأردنية الأمريكية المشتركة التي عقدت هذا الاسبوع ،حيث قال الحنيطي " أن الأردن يقوم بدور حيوي وأساسي في الأمن والاستقرار في المنطقة. طوال السنوات الماضية ظلت القوات المسلحة الأردنية الجيش العربي حازمة في مواجهة مصفوفة معقدة من التهديدات
ومكافحة عمليات التهريب والتسلل المنظمة على حدودنا".
هذا الكلام لرئيس هيئة الأركان المشتركة يجسدحقيقتين ،أولهما الدور الدبلوماسي الذي تلعبه قواتنا المسلحة لتعزيز مكانة الأردن على الساحتين الإقليمية والدولية، سواء من خلال تبادل الوفود ،أو من خلال الاتفاقيات الثنائية ،أو من خلال الملحقيات العسكرية ،أومن خلال تدريبها لضباط الكثير من الدول، بالإضافة إلى دور الجيش العربي الأردني مع قوات السلام الدوليه في كثير من دول العالم. فهذه كلها تصب في الدور الدبلوماسي لقواتنا المسلحة، وهو الدور الذي يحتاج إلى مزيد من إلقاء الضوء عليه.
الحقيقة الثانية التي يجسدها حديث رئيس هيئة الأركان المشتركة ،هو أن مايجري على حدودنا الشمالية الشرقية، ليس ليس مجرد عمليات تهريب عادية، لكنها رأس حربة لمنظومة معقدة من التهديدات التي يواجههاالاردن،فبالاضافة إلى محاولات تهريب المخدرات بكثافة، وهي المحاولات التي لم تتعامل معها الكثير من الجهات في بلدنا بالجدية المناسبة، كما لم تستثمرها هذه الجهات لشد العصب الوطني الاردني، والنشر الوعي بين الأردنيين ، وظل عبء المواجهة ملقيا على عاتق قواتنا المسلحة واجهزتنا الأمنية ،فاذا أضفنا إلى ذلك ترافق تهريب السلاح مع المخدرات، أدركنا اي خطر يهدد اقتصادنا وتماسكنا الاجتماعي وسلمنا الاهلي و مستقبلنا، فإذا اضفنا لذلك كله الحرب الالكترونيه التي تشن على بلدنا ، ومن أهم اسلحتها الاشاعات التي تهدف إلى نشر الاحباط وعدم اليقين في مجتمعنا،وهز الثقة بمؤسساته، ادركا كم هو عظيم وخطير ماتقوم به قواتنا المسلحة ،ليظل بلدنا آمنا ،وكم هو مهم حماية ظهر جيشنا العربي ليتفرغ للقيام بمهامة ،وبتنفيذ توجيهات قائده الاعلى.