النسخة الكاملة

رغم وقف «أمر الدفاع» كيف نستفيد من «كورونا»؟!

الخميس-2023-05-10 11:13 am
جفرا نيوز -
جفرا نيوز - بقلم عوني الداوود

مرحلة «كورونا».. (تنذكر وما تنعاد) انتهت بعد قرار وقف العمل بقانون الدفاع وعودة الحياة الى طبيعتها ما قبل الجائحة استنادا الى اعلان منظمة الصحة العالمية بأنّ كورونا لم تعد تشكّل حالة طوارئ صحية عالمية..ولكن من قال أن مرحلة «جائحة كورونا» كانت كلها سيئة ؟؟.. نعم كانت أليمة على كثيرين وفقدت البشرية أناسا غالين على أهاليهم ومحبيهم، انتهى أجلهم بسبب كورونا، التي أصابت أيضا كثيرين عانوا من تداعياتها الصحية الى أن شافاهم الله.

في كل ظاهرة من ظواهر الدنيا هناك جوانب سيئة أو سلبية وأخرى جيدة أو ايجابية..وكذلك الحال بالنسبة لجائحة كورونا التي سأستعرض بعض جوانبها «الايجابية» من وجهة نظري ونظر كثيرين -كما أعتقد- يا حبذا لو تستمر حتى بعد وقف العمل بقانون الدفاع..وحتى بعد انتهاء «خطورة» وباء كورونا:

- على صعيد الدولة..فان دول العالم استفادت من الجائحة بالاهتمام اكثر بسياسات:( التحوّط - والاعتماد على الذات) والاهتمام اكثر بالزراعة تحديدا ووضع سياسات تعزّز الأمن المائي والغذائي وأمن التزوّد بالطاقة..وهذه متطلبات زادت من أهميتها بعد «الجائحة» الحرب في اوكرانيا..وكما كان الاردن سبّاقا وأنموذجا بالتعامل مع «الجائحة» في سياسات «التحوّط» خصوصا في الغذاء..فمن المهم جدا الاستمرار برفع قدراتنا الذاتية في قطاعات أخرى انطلاقا من «رؤية التحديث الاقتصادي» تحديدا.

- جائحة كورونا كشفت قدراتنا وقوّتنا في قطاعات مهمة خلال الجائحة وخصوصا «القطاع الصحي والدوائي» الذي ظهرت قوته وقدراته التي يجب الاستمرار في تعزيزها..اضافة الى قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات.. والصناعات الوطنية خصوصا في قطاع الصناعات الغذائية والكيمائية والتعدينية.. وغيرها.

- على صعيد العمل والعمّال.. فان تجربة «العمل عن بعد» غيّرت مفاهيم العمل لدى كثير من الشركات في العالم التي أعادت حساباتها من حيث: توفير كلف الايجارات والاجهزة و المعدات واعداد الموظفين وكلف الطاقة والنقل وغيرها.. وكثير من الشركات في العالم أعادت ترتيب وهيكلة اداراتها على هذا النحو حتى بعد التعافي من «كورونا».

- «كورونا» خلقت وظائف جديدة في معظمها تعتمد على التكنولوجيا والرقمنة، من المهم الاستمرار بها لأنها وظائف الحاضر والمستقبل.

- خلقت وظائف خدماتية وزادت من أعداد العاملين فيها وخصوصا «خدمات التوصيل» للمواد الغذائية للمولات والمطاعم تحديدا وغيرها.. وأنعشت أسواق السيارات وحتى «الدراجات النارية».

- ضاعفت «الظاهرة» من أهمية «التجارة الالكترونية» لكافة القطاعات.

- مهم جدا قرار «مراقبة الشركات» باستمرار عقد الاجتماعات «عن بعد»..حتى بعد وقف العمل بقانون الدفاع..ومهم جدا استمرار كثير من الجامعات وحتى مدارس بالدراسة و»التعلم عن بعد».. ومهم جدا استمرار شركات ووزارات بالعمل عن بعد و «العمل المرن».. لايجابية كل ذلك، حتى لو فرضته ظروف كورونا سابقا..فان مصلحة الحاضر تتطلب الاستفادة من ايجابيات التجربة.

- (اجتماعيا): ظاهرة «المبالغة» في القبلات (المباوسة) في المناسبات الاجتماعية التي تم الاستعاضة عنها بالمصافحة، بل لا مصافحة ولا قبلات في بداية الجائحة..أفضل للصحة العامة.. ياحبذا لو خفّفنا من هذه الظاهرة الاجتماعية التي تساهم بنقل الامراض المعدية على وجه الخصوص.

..الموضوع يطول..ولكن أختصر فأقول: أنه ورغم صدور قرار وقف العمل «بقانون الدفاع» تأكيدا لانتهاء مرحلة «جائحة كورونا» المليئة بالسلبيات والذكريات الأليمة لكثيرين، الا أنها ورغم ذلك كانت فرصة لتصويب سلوكيات اجتماعية وابتكار وسائل جديدة تنعكس إيجاباً على قطاعات متعددة مثل الزراعة والتعليم والريادة والإبداع والتكنولوجيا..وكما ألغت أو عطّلت وظائف بعينها إلا أنها خلقت وظائف جديدة من المهم تنميتها.