النسخة الكاملة

اردوغان للأتراك: «لن» تُضحّوا «بي».. من أجل «البصل والبطاطا»؟؟

الخميس-2023-05-08 11:41 am
جفرا نيوز -
جفرا نيوز - بقلم محمد خرّوب

أقل من أسبوع واحد يفصل الأتراك (بل والمنطقة وعواصم دولية مُؤثِرة) عن استحقاق الأحد المُقبل, حيث وصلت الحملة الانتخابية الرئاسية الضارية وبخاصة بين أردوغان وكمال كيلتشدار أوغلو إلى الأمتار الأخيرة. على نحو بات يتهدّد المستقبل السياسي والشخصي للزعيم التركي, الذي أمضى أطول فترة في الحكم منذ وفاة مصطفى كمال، المعروف بـ«أتاتورك» أي «أب» الشعب التركي, مُؤسس الجمهورية التركية قبل مئة عام، ما دفع بـ"اردوغان» وقد بات يشعر بمدى غضب الأتراك وتدهور أوضاعهم الاقتصادية, بل وارتفاع أسعار سلع أساسية لمعظمهم وخصوصاً البطاط? والبصل, بعد الإنخفاض المتواصل في سعر صرف الليرة التركية وارتفاع نِسَب الفقر والبطالة، ما أثار حملة استياء واسعة بين صفوف الذين في معظمهم كانوا يصوّتون لأردوغان وحزب العدالة والتنمية.. الأمر الذي «ألزم» أردوغان بمُخاطبة هؤلاء, على نحو بدا استجداءً حقيقياً لأصواتهم. عندما خاطب حشداً مُجتمعاً في جيرسون بمنطقة البحر الأسود شمال تركيا مساء الخميس, قائلاً في ما يشبه التوسّل: «أعلم أنكم لن تُضحّوا بقائدكم من أجل البصل والبطاطا». في الوقت ذاته الذي حمل فيه بشدة على المُعارضة, مُكرِّراً اتهاماته لقادة تحالف طاولة ?لستة, بالسير مع الإرهابيين واستقبال تعليمات من جبال قنديل (في إشارة إلى معقل قادة حزب العمال الكردستاني/التركي PKK في شمال العراق).

وإذ راجت شائعات «أكّدها» قادة تحالف (الطاولة السداسية) بأن أردوغان أرسل مبعوثين إلى زعيم حزب العمال الكردي (PKK) نزيل سجن جزيرة ايمرالي/عبدالله أوجلان، في محاولة منه لاستصدار بيان من القائد «التاريخي» لكرد تركيا يدعوهم فيه للتصويت لأردوغان، رغم علم الأخير وقادة حملته الانتخابية كما قادة حزبه ورهط أنصاره, أن حزب الشعوب الديمقراطي الذي يُشكل كُرد تركيا النسبة الأعلى من مُحازبيه, أصدر بياناً دعا فيه أنصاره للتصويت لمرشح المُعارضة (تحالف الأمة/الطاولة السداسية) كمال أوغلو. بعد أن كان أعلنَ رسمياً عدم ترشيح أي ?ضو أو نصير له للتنافس على مقعد الرئاسة. فشلُ أردوغان في إستصدار بيان كهذا من عبدالله اوجلان, أشعل غضبه ورفع منسوب القلق لديه, وتزايد احتمالات خسارته من الجولة الأولى بل وربما في الثانية, إذا ما دعمَ مرشح حزب البلد للانتخابات الرئاسية/مُحرم إنجه (المنشق عن حزب الشعب الجمهوري).. كمال أوغلو..

في المقلب الآخر لا يُوفر مرشح طاولة الستة/ كمال أوغلو, أردوغان من إنتقاداته واتهاماته اللاذعة, المُشككة في صدقية وأمانة أردوغان وعائلته, بل ذهب بعيداً خلال مقابلة تلفزيونية في التحذير من «إستفزازات واعتداءات مُسلّحة», يقول أنها قد تقع في حال فوزه/ أي كمال أوغلو في انتخابات 14 الجاري، داعياً أنصاره إلى «عدم الاحتفال في الشوارع», حتى لا يتم الاعتداء عليهم من قِبل أنصار أردوغان الخاسر وفق توقّعاته.

للسياسة الخارجية أيضاً مكان في دعاية أردوغان الانتخابية, إذ شن الرئيس التركي هجوماً حاداً ولاذعاً على «الغرب»، مُتهماً منافسه مُرشح المُعارضة/ كمال أوغلو, بالسير مع «القوى الإمبريالية", مُستائلاً في مهرجان انتخابي أمام جمهور من مؤيديه: مع مَن يسير السيد كمال كيليتشدار أوغلو؟ إنه –أجاب اردوغان- يسير مع الإرهابيين. ثم تساءل مرة أخرى: من أين يحصل على تعليماته؟.. مُجيباً مرة أخرى: إنه يحصل عليها من جبال قنديل (حيث مقر قيادات حزب PKK في شمال العراق). ولم يُفوّت الفرصة ليصب جام غضبه على مجلة «إيكونومست» البريطان?ة, التي وصفته بـ«الديكتاتور» على غلاف عددها الأخير, تحت عنوان: أهم استحقاق انتخابي في العام 2023, قائلاً: أن تركيا لن تسمح بتوجيه سياساتها الداخلية عبر أغلِفة مجلات عالمية».

كذلك من السذاجة تجاهل أثار الفشل الذي لحق بمحاولات اردوغان تطبيع علاقاته العربية وبخاصة مع سوريا, ومساعيه المحمومة لعقد لقاء قمة مع الرئيس السوري برعاية روسية, رغم لقاءات تمت على مستويات وزارية وأخرى إستخبارية بمشاركة روسية, سورية, إيرانية وتركية, لكنها لم تحقق الهدف «التركي» المأمول, ما عكسته التصريحات الغاضبة لوزير الخارجية التركي/مولود شاويش أوغلو، إذ قال في مقابلة تلفزيونية ليل الجمعة/السبت: إن «غالبية الدول العربية لا تُريد تقديم شيك على بياض» لعودة نظام الأسد إلى الجامعة العربية وكأن شيئاً لم يحدث, م?ضيفاً «تريد الدول من نظام الأسد أن يتّخِذ خطوة في ما يتعلق بالعملية السياسية، هذا هو السبيل لتوحيد سوريا».

في الوقت ذاته الذي رفضَ فيه الشرط السوري الأساس وهو إنسحاب الجيش التركي من شمال سوريا, زاعماً: إن انسحاب القوات التركية من سورية أمر «غير واقعي» خلال الفترة الحالية، مُشيراً إلى أن الانسحاب «سيتم بعد تحقيق الاستقرار في تلك المناطق». مُضيفاً: أن انسحاب قوات بلاده من سورية «هو آخر موضوع يُمكن طرحه حالياً». ما يدفع للجزم بأن لقاء موسكو الرباعي (بعد غدٍ الأربعاء), لن يُحقّق أي نتيجة تُذكَر.. هذا إن عُقِد.