النسخة الكاملة

مواطن دجاجة .. حصريا في الأردن ودعوة للرئيس مرسي للافراج عن قناة الفراعين

الإثنين-2012-08-13 10:17 am
جفرا نيوز -
حسنا فعلت إدارة فضائية رؤيا الأردنية عندما قررت في اللحظة الأخيرة إلغاء برنامج كنت سأتحدث فيه مع ضيف آخر عن رسالة أثارت عاصفة ضجيج في الأردن لأن مرسليها تجرأوا ولأول مرة على مخاطبة ملك البلاد بقضية يفضل دوما أن تكون مكتومة وهي مظاهر التمييز ضد مبدأ المواطنة في المملكة. الزملاء في رؤيا إتصلوا بي وطلبوا إستضافتي للتحدث عن الموضوع مع زميل آخر وقبل 24 ساعة بدلوا أمرهم وقرروا إلغاء المشروع. عموما سعدت بذلك لأن حركتي أصلا بطيئة جدا في رمضان وطاقتي مستنفدة وأم العيال تزجرني كلما فكرت بالخروج بعد الإفطار دون الإكتراث بطلتي البهية على أي شاشة . ولكن الإنطباع العام أن جهات كثيرة في الأردن لا تريد من أي مواطن التحدث عن المواطنة فتلك فكرة شريرة ذكرها بالأردن يعني التعرض لكل ما تختزله ذاكرة البشر من شتائم وإتهامات معلبة بعضها يثير الشفقة وبعضها الأخر يثير السخرية وأغلبها بائس ومؤسف.
مزرعة الدجاج وقد لفت مستوى الإعتراض على كلمة (المواطنة) نظري لضرورة التعمق قليلا في هذه الظاهرة فإكتشفت مثلا بأن تلفزيون الحكومة اليتيم وبعد مشاهدته لعدة ساعات متقطعة لخمسة أيام متواصلة لم يأت ولو لمرة واحدة على ذكر كلمة (مواطنة) وهي كلمة لا تتردد إطلاقا على لسان المسؤولين والسياسيين رغم أنها ملازمة بالعادة والطبيعة لكل قاموس المفردات التضليلية التي يطلقها الجميع وهم يتحدثون عن الديمقراطية أو دولة القانون والمؤسسات والإصلاح السياسي. بعض القصص والتعليقات تدلل على مستوى العصاب الذي إجتاح نفرا من القوم فقط لأنهم قرأوا عن رسالة وجهها مواطنون أردنيون لملكهم. يوميا يوجه الأردنيون رسائل للملك عبر الإعلام أو اللقاءات الجماهيرية أو عبر الإحتجاج والإعتصامات أو عبر المذكرات والرسائل بكل أصنافها أو حتى عبر حرق الإطارات وإغلاق الشوارع، وجزء من هذه الرسائل عنيف ولا مبرر له ولا يتضمن مطلبا عادلا في الواقع ويخالف كل أدبيات التخاطب مع الملوك. ويوميا يستمع الملك لكل ما ومن سبق ويقرأ تقارير سياسية وحكومية وأمنية وإقتصادية فما الذي يضير في أن يقرر بعض المواطنين الذين يمثلون أنفسهم فقط مخاطبته في قضية يعتقدون أنها تمس أمن وإستقرار ومستقبل وطنهم . يبدو أن ما قاله أحد الأصدقاء يوما لي صحيح: بالنسبة للكثيرين داخل مؤسسة القرار ولبعض الموتورين خارجها، الأردني من أصل فلسطيني الجيد هو حصريا (الأخرس) بمعنى يأكل وينام ويتزاوج ويستأجر بيتا ويدفع ضرائب ويقلق على حقوقه الدستورية فقط و يتسول على أعتاب البيروقراطية، وعليه أن يبقى في هذه الحالة ال(دجاجية) إلى أن يحسم الصراع العربي الإسرائيلي ... عفوا سأتوقف هنا لأقول: بق بق بقبقيق ..كوكو كوكو. أخيرا سؤال بسيط لمن يكرهون نصف الشعب الأردني ويحاولون إقلاق نصفه الثاني: هل تفضلون ..بق بق بق بقبيق ..أم كوكوكوكو؟... أحسب مسبقا بأن الكوكوكو ستزعجكم أيضا لإنها قد تؤدي إلى سيناريو الوطن البديل بالتأكيد.
بي بي سي والآليات المعطوبة
لا شكوك عندي بأن جهة واحدة فقط مستفيدة من مشهد (دبابة محترقة) تتبع الجيش السوري تعرضه فضائية بي بي سي بين حلقات برامجها هي إسرائيل حصريا خصوصا وان هذا المشهد يتصدر أخبار المساء في محطتي العربية والجزيرة كلما أعلن الجيش الحر إعطاب أو تفجير آلية تتبع للجيش النظامي. الجزء الأكثر إيلاما في مشهد سوريا اليوم هو رؤية جنود مدربين وظيفتهم كانت حماية حدود سوريا يضطرون لإعطاب أو تفجير آليات عسكرية دفعوا ثمنها من حليب أطفالهم وإمتطوها قبل عام ونصف فقط في إطار مهام وطنية يفترض أن تكون عابرة للنظام . لكن شكوكي بالفوائد التي تجنيها إسرائيل ستطمئن أكثر لو كانت هذه الآليات قد سبق لها أن أطلقت ولو رصاصة واحدة بإتجاه العدو الصهيوني. عمليا يجرحنا الشيخ حسن نصر الله عندما يطل بصوته الجهوري عبر شاشة المنار وهو يذكرنا بأن سوريا سبق أن دعمت المقاومة وقدمت لها الذخائر لكن ما يشعرني بالإذلال أكثر كعربي مهووس بحب الشام هو قراءتي للخبر الذي يقول: قامت القوات المسلحة السورية اليوم بتحريك قطاعات كبيرة من هضبة الجولان بإتجاه مناطق أخرى تشهد إضطرابات داخلية . تخيلوا معي المشهد الجارح: دبابات سورية التي تمانع وتراقب هضبتنا المحتلة تخليها لتعزيز القوات التي تقصف الأحباء الشعبية في حمص وحلب... أي مهلكة ورطنا بها نظام الرئيس بشار فقط لأن مجموعة من اللصوص والحرامية اختطفوا مؤسسة الرئاسة وعاثوا في الأرض فسادا وفرضوا على الشعب السوري وعلى بشار أيضا أجندة إقصائية لا تؤمن بالديموقراطية؟
مشيخات ومؤامرات
.. مشيخات النفط وغرف العمليات التي تعمل في الليل على حد تعبير الصديق حسين مجلي والجزيرة والموساد والإستخبارات الأمريكية هي الجهات التي تعمل معا لتخريب سوريا وإخراجها من الصف القومي الممانع المقاوم كما يدعي المذيع الأنيق في القناة الثانية في التلفزيون السوري. إذا كان الأمر كذلك حقا وقولا ألا يمكنني كمراقب محايد أو إنسان ساذج أن أعتبر الرئيس بشار شريكا في هذه الجريمة المؤامرة؟.. من الذي إتبع سياسات تحمي الفاسدين وتنظر للقمع والإقصاء والطائفية والظلم والتعسف والخشونة الأمنية بحيث تخلق ثغرات في المجتمع السوري الطيب تسمح للأجندات الأجنبية بالتأثير؟ بصراحة وببساطة: الغرباء المتآمرون يقتحمون الأوطان من خلال ثغرات وأخطاء يخلفها الظلم والعسف والفساد فلا يوجد أجندات خارجية تنفذ إلا من خلال فئات عريضة تعرضت للتهميش والإقصاء.. ما دون ذلك كلام فارغ ومجرد طحن على طريقة حبيبي توفيق عكاشه بتاع محطة الفراعين المصرية فك ألله أسره. صديق سوري قال لي: يا أخي من أجل الإستقرار والأمن والأمان وتجنب مجازفات التغيير يمكنني أن أتعايش مع فكرة زعيم لص أو ظالم قليلا .. لكن اليوم يسرقنا إبن خالة الزعيم وصهره وزوج عمة المدام وخالتها ونسيب مدير المخابرات والوزير والغفير على بوابة النظام وطبقة عملاقة من الإنتهازيبن اللصوص الصغار الذين تشكلوا حول طبقة الحكم في الدول العربية وتناسلوا لدرجة أن كثرتهم تسببت بسرقة كل صغيرة وكبيرة . يضيف صديقي: يخيل إلي اليوم بان واجبي القومي والوطني أنا وأولادي أن أوفر بيئة مناسبة لأحفاد اللصوص تضمن لهم إستقرار توارث العملية .. ثم يختم: بعد كل هذا الهبل يتحدث إعلام الأنظمة البائس عن مؤامرات وتطرح أسئلة غبية من طراز: لماذا يخرج الناس إلى الشوارع؟... لماذا يسمح كبار الفاسدين لعدد كبير من صغارهم بالمشاركة في الحفلة؟
نداء للرئيس مرسي
أخيرا وعلى سيرة محطة الفراعين أضم صوتي للزملاء المصريين الذين يأملون من القوى النافذة في مؤسسة الرئاسة المصرية وجماعة الأخوان المسلمين تجاهل أمر الدكتور توفيق عكاشه وعدم إستهدافه وإعادة بث المحطة فللحق والحقيقة كان الرجل مسليا جدا والفراعين محطة تتمتع بأهمية إستراتيجية فهي تظهر لنا الحاجة الملحة دوما للتمييز بين الغث والسمين في سموم الفضائيات العربية . .. أرجو من الرئيس محمد مرسي أن يستمع مني لنصيحة على الطريقة الأردنية (.. أيها الرئيس فكك من هالسولافة).. بالعربي لا تحول محطة الفراعين لشهيد المهنة ولحجة على نظامك واترك لنا فسحة لكي نستمتع بالطلة البهية لصاحبنا عكاشه. بسام البدارين مدير مكتب 'القدس العربي' في عمّان
© جميع الحقوق محفوظة لوكالة جفرا نيوز 2024
تصميم و تطوير