النسخة الكاملة

دراما رمضان 2023 وعصير التفاح

الخميس-2023-04-25 02:15 pm
جفرا نيوز -
جفرا نيوز - بقلم رنا حداد

من تابع دراما رمضان 2023 تأكد أن هناك دوما من يرمي حجرا في المياه الراكدة، ووجود رسائل مبطنة لذات الغاية.
فلطالما تأكد المشاهد الواعي أن هناك أعمالا درامية تكتب وتزج، في الموسم الرمضاني تحديدا، والتي تحظى بأعلى نسبة مشاهدة، حيث يدرك العاملون في هذا الحقل، كيف ومتى ولماذا يتم انتاح هذه الدراما.

الوجبات الدرامية التي قدمت هذا العام حملت خطوطا عريضة أثارت الجدل وجيشت الرأي العام لأنها رمت لتمرير أجندات طال فيها الحديث فقهيا واجتماعيا، ومنها قضايا الارث والوصاية، والأجهاض والاعتراف به. والمساكنة والخلع الذي عرف بالامريكي في دراما هذا العام، بحيث لم تعد دراما الشهر الفضيل نقية يراد بها الترفيه. بل أصبحت اجندات، والمشاهد يتجرع من حيث لا يدري.

المراقب لما يكتب ويقدم، يعي تماما أن الجو العام لا يقدم دراما اجتماعية وإنما اجتماعية سياسية، لربما أقرب إلى قوة غير ناعمة تحبك وتكتب وفق اجندات تطلبها مراحل التغيير التي تسير بسلاسة، لكنها تعي الهدف وتركز وتخدم غرض «التغيير» لكنها لا تظهر الجانب الآخر.

الاعمال الدرامية لهذا الموسم لم تتجاهل، ومن باب الانصاف، قضايا تمس صميم حياة الناس، خاصة المرأة، وألقت الضوء على عدد من القضايا والشؤون التي حجبت الأضواء عنها في فترات سابقة، ومجددا لم يمنع هذا الالتفات وجود ثغرات قانونية كان بإمكان العارف ببواطن القانون كشفها والاستدلال عليها. لكنها مرت اعتمادا على دموع وتعاطف الجمهور.

المسلسلات الرمضانية اريد لها ان تصوب نحو الاجواء الروحانية للشهر، لكن البوصلة انحرفت وباتت بعض ما يطرح سيما تلك الاعمال التي تتبع خطا فقهيا او سياسيا، مصدراً للأزمات ومساحة للانقسامات، وتلك الاجتماعية التي تقف خلفها مؤسسات تضخ المليارات لبناء قيم وقصص جديدة ودثر اخرى مستغلة عاطفة الشعوب التي يبكيها مشهد تمثيلي ويضحكها، لا تخلو من الدس والتدليس.

اليوم المشاهد واع يدرك أن المشروب الذي يقدم ليس عصير تفاح ولا فيمتو رمضان، ويعي أن الخيانة التي تقدمها الدراما على أنها حب، ليس حبا، والمصاحبة والعلاقات بلا مسميات انما هي وجبات سم زجت بالدسم، الخوف، كل الخوف، ممن يشاهد ولا يعرف الصراع المبطن للخط الدرامي الرامي بباطنه لـ «لعبة» التغيير، والموافقة عليها وتجرعها بكل يسر.