جفرا نيوز -
جفرا نيوز - كتب - محمد داودية
عبّر مشايخ شرق الأردن وفلسطين في مؤتمر قَم الأردني الفلسطيني عام 1920، عن جوهر ومحتوى عقيدة الشعب العربي في القطرين، تجاه الأرض العربية، وعن وعي الأجداد والآباء على مصيرنا الواحد، الذي ما يزال وسيظل مصيراً واحداً.
في مثل هذا الشهر قبل 103 أعوام تنادى المشايخ الأردنيون والفلسطينيون، فعقدوا مؤتمراً سياسياً في قَم، اتخذوا فيه قرارات لمواجهة الخطر اليهودي على أرض فلسطين العربية، لو تنادينا اليوم لاتخاذ قرارات لمواجهة الخطر الصهيوني الزاحف، لما جئنا بأقوى منها.
في مؤتمر المقاومة وحماية الوطن ذاك، ألقى الزعيم المجاهد الشيخ ناجي باشا العزام كلمة قصيرة قال فيها:
«إن الهدف هو الخروج بقرارات تتضمن الرد السريع على الأعداء، وقد اتفقنا على أن يكون الرد بمهاجمة المستوطنات اليهودية في سمخ وبيسان وطبريا، والهمة في عشائرنا ورجالنا والله معنا».
لم يكن الفلسطينيون وحدهم !
كشف المؤتمر وعياً سياسياً عسكرياً أردنياً مبكراً، وجاء شاهداً على البنية الوحدوية الناضجة في التكوين السياسي لدى أبناء الشعب العربي الأردني، وأكد على وحدة أرضنا ووحدة شعبنا.
فقد اتخذ زعماء الوطن، عدداً من القرارات أهمها مواصلة الدفاع عن الأراضي الفلسطينية من أجل وقف التوسع الصهيوني ومنع الهجرة اليهودية، وكان من نتائج المؤتمر خوض معركة تل الثعالب التي قادها الشيخ كايد المفلح العبيدات أول شهيد أردني على أرض فلسطين العربية، فالهوية الوطنية الأردنية ستظل على الدوام، ذات محتوى قومي تقدمي تحرري، معادية للاستعمار، ملتحمة مع كفاح شعب فلسطين العربي من اجل حريته ودولته المستقلة.
ثمة جهل بتاريخنا وبتضحيات الآباء والأجداد من اجل عروبة فلسطين وحريتها، بالأفعال والبطولات لا بالأقوال والشعارات.
إن عمر الالتحام المصيري الأردني الفلسطيني يزيد على 100عام !
تفاصيل تاريخنا المشرف، بالوقائع والتواريخ، هي أبلغ رد على الشعوبيين والأميين والإقليميين الذين يتعمدون الإنتقاص من
مكانة وموقع الأردن، ناهيكم عن محاولة الانتقاص من تضحيات الجيوش العربية في فلسطين، وفي طليعتها الجيش العربي الأردني العظيم، الذي قدم 20% من عديده شهداء على ثرى فلسطين الحبيبة سنة 1948.