معركة الكرامة..إعجاز وإنجاز

معركة الكرامة..إعجاز وإنجاز

معركة الكرامة الخالدة وقعت يوم 21/اذار/1968م، حينما هاجم العدو الاسرائيلي حدودنا فجرا، ممهدا بقصف مدفعي وجوي مخترقا من أربعة محاور..العارضة..وادي شعيب..سويمة..الصافي..فيما كانت المعارك على المحاور الثلاث الأولى، وبحدود الساعة الحادية عشرة والنصف صباحا يطلب العدو وقف إطلاق النار ، إلا أن الراحل الحسين بن طلال طيب الله ثراه رفض واصر على القتال حتى خروج اخر جندي إسرائيلي من أرضنا، فكانت المعركة اعجازا وإنجازًا تاريخيا لجيشنا المصطفوي.

معركة الكرامة تعد اعجازا من حيث الامكانات، فهاجمنا العدو الاسرائيلي باربعة ألوية مدرعة وأربعة اسراب من الطائرات الحربية، ومشاركة نحو (15)الف جندي ومئات العربات المصفحة، مقابل (4500)الف جندي لنا، وكان يرى فيها نزهة تحولت منذ ساعات الصباح إلى صدمة لدى قادته وكبار جنرالاته، جراء القصف المدفعي وحجم الخسائر التي تعرض لها، فما كان له إلا أن يطلب وقف إطلاق النار بحدود الساعة الحادية عشر والنصف ظهرا وقواته محاصرة، إلا أن الراحل الكبير الحسين بن طلال طيب الله ثراه رفض ذلك واصر على القتال حتى انسحاب آخر جندي من ارضنا، وهكذا اضطر العدو إلى الإنسحاب تحت القصف المدفعي لقواتنا الباسلة مما زاد في حجم خسائره المادية والبشرية، التي وصلت إلى (250) قتيلا و(450) جريحا وتدمير (88) آلية شملت (47) دبابة و(18) آلية ناقلة و(24) سيارة مسلحة و(19) سيارة شحن و(7) طائرات مقاتلة.

الاعجاز تمثل في كونه أول انتصار تاريخي على الجيش الاسرائيلي، وجاء بعد نكسة الغرب في 1967م، وتمثل في حجم الخسائر التي تكبدها العدو، وفي حجم قواته التي انهارت في أول مواجهة مباشرة مع جنودنا البواسل بامتداد الخطوط الثلاثة الأولى، وتظل الكرامة خالدة بما اوصلته من كسر للعجرفة والغرور الصهيوني الصلف، فشكلت في صورتها الحاضرة أول إنجاز تاريخي يسجل لنشامى قواتنا المسلحة الباسلة.

معركة الكرامة إنجاز سياسي وامني ومعنوي، افضت إلى منع العدو الاسرائيلي من تنفيذ مأربه، في احتلال أرضنا أو البقاء فيها، وإنجاز أمني بما اوقعته من خسائر في صفوف الجيش الاسرائيلي وإنجاز معنوي للجندية العربية الهاشمية ودورها التاريخي، وتبقى الكرامة خالدة بمعانيها السامية في وجدان كل عربي حر غيور.

في يوم الكرامة نرفع إلى مقام مليكنا المفدى عبدالله الثاني حفظه الله وولي عهده الأمين أسمى آيات التهاني سائلين المولى عز وجل أن يمد في عمره وأن يبقيه سندا وذخرا لامتنا العربية والإسلامية ونجدد العهد بأن نبقى على العهد أوفياء للعرش الهاشمي المفدى، وكل عام واردننا ومليكنا بألف خير وصحة وعافية.