جفرا نيوز - جفرا نيوز
محمد سلامة
اجتماع شرم الشيخ الأمني الخماسي، جاء تأكيدا لتفاهمات العقبة، بخفض وتيرة التصعيد، وتعزيز دور السلطة الفلسطينية، واحترام الدور الأردني في القدس، والعمل على تهيئة الأجواء لتعزيز بناء الثقة، بتجميد الاستيطان وعدم اقامة بؤر استيطانية جديدة، والاتفاق على أجتماع جديد خلال أسابيع في رمضان.
حماس كانت الغائب الحاضر في شرم الشيخ» 5» كونها اعترفت بصورة مباشرة وعلى لسان احد قادتها صلاح العاروري بأنها تقف وراء عمليات المقاومة الأخيرة، ليس كلها، بل جزء منها، وأنها تدعم الأخرى، بما يعني أن التنفيذ بالميدان سيكون ما بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل ضد حماس واخواتها، وما يمكن رصده تكرار عملية حوارة في الاجتماع الأول بالعقبة وايضا في شرم الشيخ» 5» قبل ايام.
الاجتماع الأمني الخماسي في شرم الشيخ (أمريكا ومصر والاردن وإسرائيل والسلطة) انتهى إلى نفس تفاهمات العقبة الأمنية، واستمر لساعتين بما يعني أن التفاهمات جاهزة مسبقا، وأن الحضور كان للتوقيع والتأكيد على ذات المسار السياسي والامني، وأن الطرفين الخارقين لهذه التفاهمات هما (س، س) اي إسرائيل وحماس، فاحد كبار المسؤولين لقناة «12» العبرية أكد أن إسرائيل لن تتوقف عن اقتحامات المدن الفلسطينية، وجاء الرد سريعا من حماس في الخارج باتهام السلطة الفلسطينية بتوفير غطاء للاحتلال الاسرائيلي لاقتراف مزيد من الجرائم، وأن المقاومة لن تتوقف، وبالمقارنة وحتى كتابة هذه السطور فإن (84) شهيدا فلسطينيا سقطوا منذ بداية هذا العام، مقابل (14) إسرائيليا لنفس الفترة، هذا عدا عن الخسائر المادية في حوارة وهدم منازل المقدسيين وغيرهما الكثير الكثير.
تكمن أهمية لقاء شرم الشيخ «5» نقول لقاء وليس قمة، لأن القمة معناها حضور قادة الدول ورئيس السلطة، والحضور ممثلون امنيون كبار ، وذات الأمر لقاء العقبة وليس قمة العقبة، والاهمية في كونهما كبار رجالات الأمن ودورهما في إعطاء الأوامر على الأرض لتطبيقها، والمشكلة في الغائب الحاضر حماس الرافضة لهذا الاجتماع ومخرجاته، والحاضر إسرائيل المتوجسة خوفا من سقوطها بفعل مواجهتها لمظاهرات داخلية ومعارضة متماسكة تجهد لاسقاطها على خلفية الإصلاحات القضائية، وبين الرضوخ لواقع الميدان ، وبكل الأحوال فإن العقبة كانت البداية، وحماس ستظل العقبة في نهاية المطاف.
يسجل للاردن دوره السياسي في إسناد السلطة الفلسطينية وحمايتها، ودوره في القدس واسناد الشعب الفلسطيني، ودوره في الضغط على الطرف الأمريكي والاسرائيلي للالتزام بما يتم التوصل إليه من تفاهمات، والتنسيق الأمني مع السلطة الفلسطينية أوجد مساحات من الثقة المتبادلة ومنع انفجار الأوضاع قبل أسابيع، وحشر حكومة المستوطنين في الزاويه، بمنعها من بناء مستعمرات جديدة ولجم هوجان متطرفيها بن غفير وسموترتيش، وكل هذا ما كان ليتحقق لولا الجهد الأردني في لقاء العقبة وشرم الشيخ الخماسي، وستبقى (س، س) إسرائيل وحماس هما العقبة الكأداء في ترجمة تفاهمات التهدئة في الأراضي المحتلة، ولكل منهما اهدافهما في التصعيد ونسف أسس السلام في المنطقة.