النسخة الكاملة

الخصاونة يركب شبكية لقلب الحكومة

الخميس-2023-03-19 11:46 am
جفرا نيوز -
جفرا نيوز - كتب - د. مهند مبيضين 

كما عمق الأزمات ليس في ظاهرها، وفي عوارضها المباشرة، فإن الحكم وإدارة شؤون الدولة، لا تتم فقط من الدوار الرابع، تلك حقيقة يدرك معناها من يحب ان تصل القناعات للناس بأنهم في صلب أولوياته، عندها وحين يراه الناس أن الموكول لهم حكمهم وإدارة شؤونهم يرعونهم حق الرعاية، وقلقلون على مصائرهم، وهنا يتبدد الخوف وتحل ثقافة الأمل محل السوداوية والشكّ.

يبدو أن د. بشر الخصاونه، استعاد توازن الرابع، وأراد الخروج برحلة قيادة إلى الاطراف، فالبقاء في الرابع بين جداول العمل اليومي المزعجة والاستقبالات والمواعيد (التي هي ضرورة لا غنى عنها) لا يعني أنه امتلك كل ما يجب ان يكون بين يديه من تشخيص في حق معاناة الناس وتحديات بقائهم في الأطراف، لذلك فالرئيس أدرك أن الذهاب للأطراف يمنحه كافة المبررات لتغيير المشهد برمته واشاعة الأمل المشفوع بالانجاز.

في ذات الوقت ليس بيد الرجل حلول سحرية، لكنه أراد اعلان ساعة الصفر لعملية قلب مفتوح لقلب الحكومة، بالعودة الممنهجة للقرى والمحافظات والمصانع كي يجدد الأمل الذي دعا إليه في حاضر الناس، ولكي لا تكون الدعوة من صالات الفنادق وشاشات التلفاز.

ليس عند الحكومة إلّا أن تقارب بين خيارات البقاء أو الرحيل، بل عليها العمل كما لو أنها مقيمة ردحا من الزمن، وهنا عليها أن توثق الظروف في كل مكان وكل أزمة وان تُعد برنامج قياس واضح لما تتقدم به.

نعم المعاني في الطريق كما يقول أبي هلال العسكري، لكن الانجاز في وعي الناس قد لا يكون في بناء او تعبيد طريق، بل قد يتمثل في سماع شكواهم وجبر خواطرهم، وليس في فقط في اعطاء وصفات للحلول من خارج الثقافة العامة للناس.

أدرك الخصاونة أن أي اصلاح لا يوزايه انصات للأطراف، سيصيب المركز باعراض الجلطة، فالدماء لا تصل لاطراف الجسد كما يجب، لذا لا بد من اجراء جراحي وتركيب شبكيات تضخ القوة من جديد للاطراف وتعيد الألق والامل الحقيقي للناس بأن حياتهم ستكون أحسن.

الخصاونة قانوني في السياسة، وهذا مهم لكبح جماح المنظرين عوالم الصالونات، كذلك نحتاج لاطباء في الإدارة كي يشخصوا الاعراض في الأمراض العامة ويجترحوا الحلول، ونحتاج لمهندسين في الشأن العام، كما نحتاج لابداع حقيقي في الثقافة يحاكي موروث الناس وقصتهم وبواطن الخير فيهم.

لدى الحكومة عمل وانجاز كبير، وهناك وزراء يداومون في الميدان، وهناك عمل حقيقي وتحول رقمي وزراعة ونشاط كبير وتجديد في التربية والتعليم وفي البلديات والاشغال وفي العمل والصناعة والسياحة وغيرها، لكن اظهار الانجاز وتذكير الناس فيه غير كافٍ.