رئيس وزراء إسرائيل نتنياهو السادس يتلقى عشرات الرسائل يوميا من جنرلات سابقين، ومن قيادات حزبية، ومن رؤساء أجهزة أمنية، بعضها يطالبه بمواصلة مشواره في هدم الدولة العلمانية وإقامة دولة الشريعة التوراتية، وأخرى تحثه على التراجع مقابل ضمانات له بعدم المحاكمة، فيما أخرى تنعته ببطل الخراب الثالث وأن نهاية إسرائيل الثالثة على يديه و..إلخ، فيما المقربون منه يصفون حاله واحواله بالهذيان وأنه يعيش في حيص بيص لا يدري ماذا يفعل، للخروج من الأزمة الراهنة.
مواقع عبرية منها «كان 11»تنقل عن مقربين منه أنه يدرس بجدية رسالة تلقاها من رئيس جهاز الشاباك السابق يوفال ديسكين فحواها أنه يتوجب عليه اعتزال الحياة السياسية دون رجعة مقابل وقف محاكمته بقضايا فساد واسقاط جميع التهم عنه.
الجنرال ديسكين حدد في رسالته إلى نتنياهو السادس أن خطوات الحكومة في أضعاف جهاز القضاء لا يمكن تمريرها لسبب بسيط، وهو أن إصدار تشريع من الكنيست يخضع لمصادقة أو رفض من المحكمة العليا حتى يصبح قانونا نافذا ويتم العمل به، وأن ما يجري في اروقة الكنيست بين الائتلاف الحكومي برئاسة الليكود واعضاء الكنيست، لتمرير خطة الإصلاحات القضائية واضعاف دور المحكمة العليا سوف يواجه في نهاية المطاف بقرار رفضه من المحكمة العليا، بما يعني بطلان جميع التشريعات المقرة من الكنيست، وهنا تدخل البلاد في أزمة وازمات طاحنة قد تفضي إلى حرب أهلية، (ربيع عبري) ولهذا فإن أفضل الخيارات لانقاذ إسرائيل الثالثة من الخراب الثالث المنتظر يتمثل في الخطوات التالية:-
--وقف العملية التشريعية فورا، والانفصال عن المتطرفين المسيانيين وهما، الصهيونية الدينية بزعامة سموتريتيش وعوتسما يهوديت بزعامة بن غفير وحزب نعوم بزعامة الحاخامين تاو وافي ماعوز .
--إعلان نتنياهو السادس اعتزال الحياة السياسية نهائيا مقابل عدم محاكمته واسقاط جميع التهم بقضايا فساد ضده.
--البدء بتشكيل حكومة جديدة من الليكود ويش عتيد و وباقي الأحزاب الأخرى دون المسيانيين باعتبارهم خطرا على الأمن القومي الاسرائيلي.
الجنرال ديسكين يؤشر على رفض نحو (37) طيارا من وحدة المطاريق الخدمة الاحتياطية في سلاح الجو الاسرائيلي وخطر ذلك على قدرات الجيش الاسرائيلي العملياتية، خاصة في المناطق البعيدة (خارج إسرائيل الثالثة) كما أن سرية لواء جولاني هددت برفض الخدمة ومعها وحدات اغور وجبال الالب التي تنشط في الجولان السوري وراكب السماء، وان دائرة الاحتجاجات بين وحدات الجيش الاسرائيلي في ازدياد كما أن الشارع الاسرائيلي يغلي ولن يتراجع محذرا من الفرصة الأخيرة لانقاذ البلاد محدودة وعلى نتنياهو السادس اتخاذ القرار فورا ويغادر الساحة السياسية دون رجعة.
المقربون من نتنياهو السادس يقولون أن حالة الحيص بيص التي وقع بها واوقع الأحزاب الرئيسية والشارع الاسرائيلي وجرجر معهما التطرف والعنف، وخلخل بطريقة أو بأخرى صورة القضاء والمحكمة العليا قد لا تسعفه للخروج من هذه الأزمة كونه يحبذ الكذب والكذب وكونه مخادع كبير لكن الفرصة أمامه ضيقة ومحدودة، ومصيره يحدده بيديه، فإما أن يعتزل ويخرج طواعية وأما أن يجر إسرائيل الثالثة إلى نهاياتها المحتومة وخرابها الثالث كما ورد في أسفار الشريعة اليهودية ذاتها، وبكل الأحوال فإن ما يجري هو بدايات شيخوخة الدولة اليهودية، وبدايات ربيع عبري ليس نتنياهو السادس وحده في حيص بيص بل إسرائيل الثالثة كلها، ونهايتها دنت ومن داخلها.