النسخة الكاملة

ال«طبطبة»..

الخميس-2023-03-07 08:33 am
جفرا نيوز - جفرا نيوز

محمد سلامة
الصغير «اي ربت على كتفيه أو دق عليه دقا خفيفا» وفي العلاقات العامة طبطب المسؤول على موظفه، أي أبدى علامات الرضا عنه، وفي السياسات طبطبت إدارة الرئيس بايدن على حكومة نتنياهو السادس، أي بررت لها فعلها برضا دون إزعاج الآخرين..فيا ترى هل الطبطبة تمثل سياسات واشنطن تجاه حليفتها إسرائيل الثالثة دون إزعاج اصدقائها في المنطقة؟!.
بداية..كلنا سمع بالصوت والصورة المتحدث باسم البيت الأبيض نيد برايس وهو يصف تغريدة الوزير الاسرائيلي المتطرف سموتريتيش بمحو بلدة حوارة بالمشمئزة والعنصرية، وكلنا سمع تعليقات لكبار المسؤولين في ألبيت الأبيض على تصريحات نتنياهو السادس وائتلافه المتطرف وخاصة بن غفير وسموترتيش برفض مخرجات لقاء العقبة الأمني، والطبطة جاءت بطلب توضيحات من حكومة نتنياهو السادسة دون رد حتى الآن، ولا يبدو أن هناك ردا اسرائيليا، سوى قنوات الطبطبة، لكن عندما يتعلق الأمر بدولة عظمى أخرى مثل روسيا أو الصين أو حتى إيران، نرى غياب الطبطبة الأمريكية، ونلمس وجود العصا الغليضة المتمثلة بالعقوبات الاقتصادية وسياسة العزل وامداد الآخر بالمال والسلاح وإقامة الدنيا واقعادها، وكأن شيئا ما سوف ينهي وجود البشرية من الخطر الداهم على العالم كله، .. هذا على دول كبرى واقليمية..، فما بالك إذا كانت الدولة صغيرة ومحدودة الامكانات والقدرات، فالرد الأمريكي ليس عصا العقوبات بل عصا الطائرات والصواريخ والقصف والتدمير واسقاط النظام واستباحة كل شيء كما حدث للعراق ويحدث الآن في سوريا وليبيا وو..إلخ..فيا ترى ما السر في ذلك؟!.
السر في الطبطبة الأمريكية على إسرائيل الثالثة دون سواها، أن كلا الحزبين الديمقراطي والجمهوري، يخشيان غضب اللوبي الصهيوني «الايباك «المتحكم في إيصال الرئيس واي مسؤول كبير إلى منصبه، والخوف من عبارة واحدة يأخذها الإعلام والفضائيات الأمريكية ضدهما.. معاداة السامية «..ولهذا فإن الوزير سموتريتيش سيحل ضيفا مرحبا به في واشنطن خلال أيام، والطبطة الأمريكية اوصلت رسالتها له..بإبداء الخطأ وعدم فهم المعنى..ورد الرئيس نتنياهو السادس بقوله..كلنا نخطىء..وهكذا قبلت إدارة الرئيس بايدن بكلمة الخطأ..وكلنا يخطىء..وانتهى الأمر بمنحه تأشيرة دخول والتحضير لاستقباله في واشنطن بباقات الورود على لباقته في تحريض المتطرفين على محو حوارة وإبداء الخطأ في الفهم، فالطبطبة الأمريكية اخذت طريقها في وسائل الإعلام والفضائيات الأمريكية وتلقفناها نحن بطبطبة لا نقوى إلا على قبولها..وما باليد حيلة.
الطبطبة الأمريكية تجاه إسرائيل الثالثة وراء كل المصائب الجارية في الشرق الأوسط، ووراء اشتعال الحروب وسفك الدماء والمجازر والانقسامات بين الدول والشعوب، وما زالت الطبطبة الأمريكية مدفوعة لضرب إيران واضعاف تركيا، وكل هذا ليس في صالح المطبطب صاحب اليد العليا(أمريكا) بل في المطبطب عليه (إسرائيل الثالثة)، ولا ندري فيما إذا كانت الصورة مقلوبة..هل تقبل إسرائيل الثالثة بالطبطبة على سياسات حليفتها وراعيتها وحاميتها أمريكا، إذا تحركت ضد مصالحها.؟!.
الطبطبة..سياسة أمريكية بامتياز لتبليع العالم العربي حكومة نتنياهو السادس وائتلافه المتطرف قبول رؤاهما في إحلال الأمن الإقليمي والتطبيع المجاني، والتعاون على ضرب إيران وو..إلخ، فيما ستبقى العصا لمن عصا سياساتها القائمة في مواجهة خصومها روسيا والصين وإيران.