النسخة الكاملة

ضرورة تطوير وتغيير المواقف الامريكية

الخميس-2023-03-07 08:27 am
جفرا نيوز - جفرا نيوز

كمال زكارنة

اجبرت المقاومة الفلسطينية وزير الخارجية الامريكي بلينكن على الطيران سريعا الى المنطقة، وحمل رسائل وطرح افكارا وخططا وحاول ان يمررها وهي مسمومة تخدم الاحتلال فقط ،وتدمر الشعب الفلسطيني ووجوده،ولم

 

تكتف الادارة الامريكية بذلك،بل ارسلت وزير دفاعها اوستن الى المنطقة لزيارة الاردن ومصر والكيان الغاصب،وتحمل هذه الزيارة ثلاثة اهداف ،احداها رئيسي واساسي، ويمثل جوهر التحرك الامريكي في الشرق الاوسط

 

سياسيا وعسكريا وامنيا،وهو توفير الحماية الكاملة للاحتلال الاسرائيلي،من خلال التصدي للخطر المفترض او الافتراضي ..ايران،ومن المقاومة الفلسطينية ووجوب العمل على اخمادها دون مقابل،والهدف الثاني الكاذب

والمليء بالنفاق ،وهو ان الولايات المتحدة ما تزال تقف الى جانب حلفائها التقليديين ،وهنا نريد ان نسال ماذا تقدم اميريكا لهؤلاء الحلفاء وكيف تنظر اليهم ،وماذا فعلت من الخير للعرب،وكم مليون ذبحت من الشعوب العربية ،في

العراق وسوريا واليمن وليبيا ولبنان وفلسطين والسودان ،والعجلة ما تزال تدور،وهل تنظر اميريكا للوطن العربي غير انه سوقا استهلاكية لمنتجاتها من السلاح وغيره،وحقلا لتجاربها العسكرية وغيرها،وكنزا لنهب امواله وثرواته

ومقدراته المتعددة،فيما توجه كامل طاقاتها وامكاناتها واحدث ما انتجته ترسانتها العسكرية والتكنلوجية لخدمة وحماية وتقوية الاحتلال الغاصب لفلسطين،والهدف الثالث بعد المقاومة الفلسطينية ،التلويح بالخطر الايراني لابتزاز

الدول العربية وشفط اموالها،وبيع السلاح الامريكي لها والخبرات الامنية والعسكرية وغيرها بأثمان باهظة جدا.

في عمان سمع اوستن كلاما ذكيا وحكيما وجريئا من جلالة الملك عبدالله الثاني،يتلخص في وجوب وقف التصعيد الاسرائيلي في الاراضي الفلسطينية المحتلة ،وفرض التهدئة والعمل على اقامة الدولة الفلسطينية المستقلة

القابلة للحياة كاملة السيادة على حدود الرابع من حزيران 67 وعاصمتها القدس الشرقية،وهذا يعني بكل وضوح ان وجود الاحتلال الاسرائيلي واستمراره السبب الرئيس والوحيد للتوتر والفوضى وعدم الاستقرار في المنطقة ،

وهو الذي يعرضها الى الفوضى الدموية واشعال الحروب الاقليمية والدمار والخراب ولا بد من انهاء الاحتلال والخروج من الازمة والصراع الممتد والمستمر من سبعة عقود ونصف بسبب الاحتلال.

ربما للمرة الاولى تتحذ ادارة امريكية عبر تاريخ الصراع الفلسطيني الاسرائيلي ،موقفا حازما ازاء تصريح وزير اسرائيلي عنصري فاشي اسمه سموتريتش عندما دعا الى محو بلدة حوارة الفلسطينية من الوجود،هذا الموقف

مقدر ومحترم،لكن المطلوب من الادارة الامريكية ان يكون لها مواقف حازمة من افعال الاحتلال الاسرائيلي على الارض ووقفها ،وفي مقدمتها الاستيطان ومصادرة الاراضي واعمال الهدم والتطهير العرقي والاعتقال والقتل

واقتحامات المسجد الاقصى وتسليح ميليشيات المستوطنين، وغير ذلك من اعمال ارهابية واجرامية بحق الشعب الفلسطيني،وان لا تقتصر المواقف الامريكية على التصدي لتصريحات وكلام يطلقه مسؤولون عنصريون في الكيان يطير في الهواء.

سبق للاردن وفلسطين ان تصديا بحزم لادارة ترامب، وافشلا صفقة القرن التصفوية ،ودفع الاردن ثمنا باهظا لموقفه البطولي والشجاع ضد الصفقة على الصعد كافة،وخاصة الاقتصادية،وحتى ترتاح الادارة الامريكية الحالية

عليها ان تفهم ،انها مسؤولة مسؤولية مباشرة عن كل ما يقوم به الاحتلال الاسرائيلي من ممارسات وسياسات قمعية وعنصرية ووحشية في فلسطين المحتلة،لانها الوحيدة التي تستطيع وقف هذه الاعمال،وانهاء الاحتلال

للاراضي الفلسطينية واعادة الحقوق الفلسطينية واقامة الدول الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية،ثانيا ،ان الثوابت الاردنية والفلسطينية تجاه الصراع مع الاحتلال لا تتغير ولا تتبدل ولا تتأثر باغراءات ولا تهديدات، ولا تنازل عن انهاء الاحتلال واقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على اساس قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية.