جفرا نيوز - جفرا نيوز
محمد سلامة
نحو مائتين وخمسين ألف متظاهر في تل أبيب وضواحيها لأول مرة منذ تأسيس الدولة اليهودية عام 1948م قبل أيام، وقبلها مظاهرات بمئات آلاف ولنفس الأسباب، والحراك الشعبي تحول إلى ما يمكن تسميته بالربيع العبري ضد نتنياهو السادس وائتلافه المتطرف الذي يسابق الزمن لخطف الدولة والشعب بتغيير النظام السياسي الاسرائيلي، وملامحه نرصدها بالاتي:-
--الربيع العبري يشهد لأول مرة رفض ضباط وجنود الاحتياط أوامر التحاق بوحداتهما العسكرية، والسبب هو أننا كما يقولون :-لا يمكن أن نحدم في وحدات أمنية تتبع بن غفير وتباشر مواجهة المتظاهرين اليهود بقسوة ولا نقبل أن نخدم في جيش يقوده طواغيت وعنصريين، وبعض كبار الجنرالات نعت في تغريدة له نهاية إسرائيل على يد غلاتها المطترفين وليس الاغيار، وهذا يذكرنا كما زعم بانقسام مملكة إسرائيل بعد موت الملك داوود وتولي ابنه سليمان العرش ثم الثورة العبرية والتي افضت إلى حرب اهلية «يهودية--يهودية» انتهت بتدخل خارجي واقتلاع المملكتين اليهوديتين معا، مسقطا ما يجري بأنه ربيع عبري سيتحول إلى ثورة ومن ثم حرب اهلية ، وما بعد نتنياهو السادس سيكون الزوال حتميا.
نتنياهو السادس ولأول مرة يقول بأن أجانب مزروعين بين المتظاهرين اليهود في تل أبيب ويشبه المظاهرات ضد حكومته السادسة بالمظاهرات والعصيان الفلسطيني ضده، بما يضعه في خانة الملك المنقذ والمتحالف مع تطبيق الشريعة اليهودية واحلالها مكان القوانين العلمانية، وبتصريحاته يزيد من التفاف المتطرفين حوله، فيما تأخذ حكومته السادسة طريقها نحو تغيير القوانين الإسرائيلية سريعا وتقويض صلاحية القضاء وهناك من يطالب علنا بتجميد أعمال المحكمة العليا فورا ومن ثم تجميد اعمال المستشارة القضائية للحكومة ومخالفة وثيقة الأساس (بمثابة دستور)، قبل ان يتم اصدر قرار بعزل نتنياهو السادس، وبكل الأحوال فإن الربيع العبري ينحرف رويدا رويدا نحو العنف والعنف المضاد اسرائيليا .
قبل أيام هاجمت مجموعات يهودية مقر الاستخبارات في تل أبيب، وقبلها هاجمت مجموعات يهودية تجمع سكك الحديد بتل أبيب وعطلتهما، وهناك أعمال عنف يومية ضد الشرطة الإسرائيلية في إسرائيل، وما تحريك أربعة كتائب للجيش الاسرائيلي إلى الضفة الغربية إلا ذر للرماد في العيون، فقد رفض رئيس الأركان هرتسي هليفي إرسال كتيبة عسكرية للجيش لمساعدة الشرطة الإسرائيلية ضد المتظاهرين اليهود، والتراشق الإعلامي على اشده بين الملك نتنياهو السادس ومعارضيه، وانذارات عديدة كاذبة وصادقة عن وجود عبوات ناسفة بمقرات عسكرية إسرائيلية مهمة، والاسوأ قادم لا محالة خاصة أن عصابات المتطرفين سموتريتيش وبن غفير يباشرون شراء مختلف انواع الأسلحة ويهددون اليهود العلمانيين المعارضين لسياساتهما وبنفس الوقت يهاجمون بها الفلسطينين.
-- صدق أو لا..أن مظاهرات اليهود بتل أبيب ترفع اعلاما فلسطينية إلى جانب إعلام إسرائيلية، واحد أكبر الخاخامات جمع تبرعات لحوارة باكثر من مليون شيكل(نحو ثلاثمائة ألف دولار أمريكي) وسلمها لرئيس بلدية حوارة، والمشهد برمته يتدحرج فوق رؤوس غلاة المتطرفين بزعامة نتنياهو السادس وائتلافه المتطرف.
الربيع العبري في بداياته ولا عجب إذا رأيناه يتحول إلى حرب عصابات ومليشيات بين غلاة المتطرفين الصهاينة ومعارضيهما من اليهود وسوف يكون للفلسطينين حضورا على الهامش، وإذا وقع هذا المحظور فلن يتوقف إلا بتقسم إسرائيل الثالثة على يد نتنياهو السادس وحكومته الفاشية، إلى مملكتين احدهما للمستوطنين والثانية للعلمانيين، وما بعد سنشهد حربا طاحنة بينهما بتدخل خارجي يفضي الى نهايتهما، ودعوانا لهما أن اهزم القوم الظالمين ورد الحق إلى أهله ردا سريعا، وعجل في الربيع العبري فهو من علامات الزوال المبكر لإسرائيل الثالثة على يد مجرميها وفسدتها وغلاة متطرفيها القابعين اليوم في معسكر نجمة داوود بالقدس الغربية المحتلة.