جفرا نيوز : كتب / د. محمد أبو بكر
رجال الدولة في الأردن باتوا عملة نادرة ، ورجل الدولة هو الذي لا يغادر خندقه السياسي ، لا يمتهن الهروب ، لديه الرغبة الدائمة في المواجهة ، خاصة حين يتعلق الأمر برجل بوزن دولة طاهر المصري الذي يحظى بثقة كل الأردنيين على مختلف مشاربهم وأطيافهم السياسية وغير السياسية ، فهو من طينة الكبار الذين يدركون الواقع ، ويعرف كيفية التعاطي مع مختلف الأحداث والتحديات .
مسيرة سياسية ممتدة عبر نصف قرن من الزمان ، بدأت في العام 1973 ، مع أول وزارة تولّاها ، ثم الإلتحاق بالعمل الدبلوماسي سفيرا في عواصم هامة ، ودخوله لمجلس النواب ووزيرا للخارجية ، ورئيسا للسلطتين التنفيذية والتشريعية ، رجل من عائلة امتهنت العمل السياسي ، فدافعت عن مبادئها ولم تتراجع إلى الوراء .
آراء طاهر المصري دائما ما تجد مجالا خصبا للنقاش والجدال والحوار ، هو كذلك ، لا يرغب بأن يكون بعيدا عن الأحداث ومواجهتها ، واليوم نجد أبا نشأت وهو يعمل على كشف كل حقائق اليمين الصهيوني الحاكم في دولة الإحتلال ، ويطلق التحذيرات المتكررة من أطماع هذا اليمين تجاه الأردن وفلسطين ، وهو الحريص دائما على العمل نحو تعميق العلاقة بين الشعبين الشقيقين لمواجهة كل أخطار محتملة ، وهو صاحب مقولة .. عدم إنكار المخاطر .
دائما ما يطالب طاهر المصري بالحقيقة ، ولا شيء غير الحقيقة وعدم دفن رؤوسنا في الرمال ، هو دائم التذكير بأهمية أن يبقى الأردن قويّا ومنيعا ، مع تأكيده على أن العلاقة الأردنية الفلسطينية يجب أن تكون في أبهى صورها ، فالمرحلة المقبلة تستدعي أن نكون جميعا في خندق واحد دفاعا عن الأردن وفلسطين .
يمتلك حكمة كبيرة ، وصوابية نهج وسلامة أفكار وآراء جريئة ، هو دائم الإنشغال في كل ما من شأنه تصليب مواقفنا السياسية ، فما هو قادم ينذر بتحديات كبيرة ، يجب أن نكون جميعا على قدر عال من المسؤولية لمواجهتها وإجهاض أي تآمر تجاه الأردن وفلسطين .
في القضايا المفصلية ؛ يحاول الكثير من السياسيين أو المسؤولين الحاليين أو السابقين التهرّب من تحمل مسؤولياتهم ، وكثيرا ما سمعت هذه الجملة من بعضهم .. خلّيني بعيد أحسن ، ما بدّي أحكي !
في حين يصرّ طاهر المصري ، هذا الشاب الثمانيني المفعم حيوية ونشاطا أن يقول كلمة الحق مهما كان ثمن ذلك ، ويكفي تلك العبارة الشهيرة بحقّه ، والتي خاطبه بها الملك حسين رحمه الله قائلا .. ما تعاملت مع إنسان أشرف منك يا طاهر !
أطال الله في عمرك أبا نشأت ومتّعك بالصحة والعافية .