النسخة الكاملة

التطور..

الخميس-2023-02-22 09:00 am
جفرا نيوز - جفرا نيوز

لارا علي العتوم

تميز الدور الأردني في دعم العلم منبثقاً عن ابداعاته في هذا المجال رغم موارده القليلة حيث تمكن من بناء الامكانيات العالية وكان من اهم اهتمامات الهاشميين منذ تأسيس الدولة على العلم والتعليم وكان لفترات طويلة مصدرا للخبراء والفنيين وعرف تقدما متنوعاً وتميز بأربعة اتجاهات رئيسية في الفكر والفكر الفلسفي حتى قبل قرار الحكومة بتضمين المنهاج الدراسية لمادة الفلسفة.
شهد الاردن فترات مثالية طبيعية وواقعية باعتراف كامل بالموارد القليلة وعمله على التأهيل والتمكين في العديد من المجالات.
رغم اننا نعاني من اوضاع اقتصادية لعلها الاصعب منذ التأسيس بلادنا واستثنائية الصعوبة على العالم لاستثائية أسبابها كجائحة كورونا والحرب الاوكرانيا بجانب العديد من المشاكل العالمية التي اصبحت ثانوية بعد هذين السببين.
لن تتوقف مساعي الاردن بالتمكين والربط بين الاشياء والمسائل والتفكير الجلي للخروج بأنجع الحلول خاصة مع ظهور وبروز تيارات عديدة فكرية واجتماعية وسياسية مستقلة بذاتها وبإصرار ملك البلاد عبدالله الثاني بن الحسين بأن تكون هذه التيارات في احزاب لتنشيطها وتسريع وتيرة عملها مما سيكون له الاضافة الكبيرة على الحياة السياسية وسيزدها زخماً تماما كزخم الستينات والسبعينات من عمر البلاد.
كما برزت عقول جديدة وجريئة ارتبطت بطروحات التي تستطيع الدخول في اي جدلية والخروج بالحلول المناسبة فيتميز الاردن في هذه الفترة الزمنية الصعبة في حياة العالم بتمسكه بالتجربة مستندا على الحقائق.
ادى تطور علاقات الانتاج الرأسمالية الى تطور الصناعة والتجارة وبرزت الحاجة الى معرفة قوانين الطبيعة وفهمها وتفعيلها واصبحنا نملك طرقا بحثية جديدة فالتجربة تنطلق من المعرفة وتحتاج لثوابت فكرية ومصدر هذه المعرفة هو المجتمع فالانسان يستمد كل معارفة من العالم المادي وهى الإضافة منتجة تطوير المعرفة على اساس التجربة والمدركات الحسية فالعقل القادر بالفطرة ان يهتدي الى مبادئه وافكاره يستطيع عند المعرفة والعلم ان يقود التطور والتقدم،فالعقل لا يعكس الا الحقيقة الصافية حتى ان عجز عن ادراك الحقيقة على وجهها الصحيح ويكمن السبب في الافكار التقليدية الموروثة والمجهولة الاصل فاذا ما هدمت هذه الافكار عاد العقل الى صفائه يستقي الحقائق من الواقع، فيرى الافكار الجديدة وفتح الافاق عملا لا يتوقف مما يؤثر على الحياة الاجتماعية ففي الاردن فلم نكن يوما من بلدان الصراع الطبقي ولم تكن يوما الطبقات الاجتماعية ذات جدل عالي بل لطالما نحن وسنبقى شرائح بدوائر او تكتلات مختلفة تدور في فلك معين بنفس الدرجة بنسب متباينة واشكال وظروف مختلفة في اوقاتها ومتشابهة في احداثياتها وهذا من اسرار جمال وطننا ذات النسيج الواحد الذي يغيب عن اذهاننا في اوقات كثيرة الا انه يعود ونجد انفسنا به في اوقات المحن او الفرح العام.
فالانسان جوهر الاهتمام في بلدنا ومصلحته مقياسا في وضع القوانين والاصلاحات التي لن ولم يتوقف الاردن عنها، ان كانت اقتصادية او سياسية او اجتماعية او ثقافية او فكرية فتطورنا لطالما كان وسيبقى من الواقع والانسان.
حمى الله الاردن