النسخة الكاملة

زيارة القدس..

الخميس-2023-02-21 10:36 am
جفرا نيوز - جفرا نيوز 

نيفين عبد الهادي

جدلية زيارة مدينة القدس المحتلة، بين المؤيد والمعارض، وبين التطبيع والا تطبيع، بين النعم والا، يحسمها المقدسيون أنفسهم بأن زيارة المدينة المقدسة ليس تطبيعا، إنما هي شكل من أشكال دعم صمودهم ومنحهم شعورا أن العالم يقف انتصارا لهم، وفي ذلك رسالة واضحة توجه للاحتلال أن القدس ليس وحيدة.
مدينة الإسراء والمعراج، الذي يحتفل به المسلمون بطقوس مختلفة خلال الفترة الحالية، فيما يبقى احتفالها به وهي موطنه يتضمن كلّ شيء سوى الاحتفال الحقيقي، موطن الإسراء والمعراج، مسلوبة الحق الديني والأمني والاجتماعي تحتاج سندا ودعما، يجعل من نضالها بصوت أكثر علوّا، وأكثر وضوحا وأكثر قوّة بالأشقاء.
خلال استضافة جريدة «الدستور» لمفتي القدس والديار الفلسطينية فضيلة الشيخ محمد حسين، في ندوة موسعة حول واقع الحال في القدس الشريف، تحدث عن هذا الجانب الهام بحسم واضح أن زيارة مدينة القدس ليس تطبيعا، إنما دعم لصمود المدينة وأهلها، وسند لنضالها ونشاط لاقتصادها وتحريك لساكن أسواقها، وبث حياة عربية إسلامية مسيحية في شوارع القدس لتشعر إسرائيل أن حربها صعبة.
ولم يغب عن حديث الشيخ حسين دور الوصاية الهاشمية على المقدسات، والتي هي أبرز أسباب صمود القدس والمسجد الأقصى المبارك أمام كل مخططات الاحتلال الإسرائيلي لتهويد المدينة، وتمرير سياساتها الاحتلالية، لتشكّل تعزيزا حقيقيا وعمليا لصمود المقدسيين التي تواجه هذه الفترة أكثر الظروف صعوبة وظلما وجرائم حرب هي الأعنف منذ سنين.
شدّ الرحال للمسجد الأقصى، هي ضرورة غير قابلة للنقاش أو الجدل، ففيها تعزيز لصمود المقدسيين، فلا يمكن أن يحافظوا على صمودهم دون تعزيز، علما بأن فتوى كانت قد صدرت عن دائرة الإفتاء الفلسطينية عام 2011 بجواز زيارة القدس وفق ظروف معينة بطبيعة الحال، وعدم دخول المسجد المبارك من باب المغاربة، كما أن مؤتمر الطريق إلى القدس الذي عقد عام 2014 أيضا خرج بتوصية بأن الزيارة ليست تطبيعا، كل هذا وغيره يدفع باتجاه شدّ الرحال العربية والإسلامية والمسيحية إلى القدس مدينة الإسراء والمعراج.

© جميع الحقوق محفوظة لوكالة جفرا نيوز 2024
تصميم و تطوير