النسخة الكاملة

"في قضية عريب"

نزار حسين راشد

الخميس-2021-06-27
جفرا نيوز -
جفرا نيوز - لو كانت روح التسامح الديني والوطني والأُخوة الإسلامية والوطنية حاضرة في قضية عريب لما تم التعامل معه بهذه الحدّة ،فالله سبحانه وتعالى في حادثة الإفك على عِظمها خاطب المؤمنين بقوله تعالى"ولولا إذ سمعتموه ظن المؤمنون والمؤمنات بأنفسهم خيرا" فليس من شيم المؤمن التربص بأخيه والتصيد له.

والرسول صلى الله عليه وسلم يقول"إلتمس لأخيك سبعين عذراُ" اي قبل أن تتهمه بسوء النية أو تسارع إلى إدانته والتمر عليه.وفي رواية أخرى إغفر لأخيك سبعين زلة.وفي رواية ألا أنبؤكم بخير من صلاة وصيام وزكاة وحج؟ قالوا وما هو يا رسول الله؟

قال الود فيما بينكم!

وهو ما تطلق عليه الأدبيات الحديثة السلام والأمن الإجتماعي والوحدة الوطنية الذي طالما تفاخرنا به كأردن،فلماذا نسارع اليوم إلى جرحه والنيل منه بدل الإستدراك والتدارك على خطأ لو وقع وإن لم نكن نحن الذين أسانا فهمه أو أوّلناه أو لم نحسن قراءته أو تركنا لهوانا الشخصي أن يترجمه خطأً 

وفي كل الأحوال كان ينبغي لرد الفعل أن يكون محسوباً وأن لا يطلق له العنان هكذا حفاظاً على أواصر الود الثمينة بدل لوائح الإتهام التي لا تقود إلى خير ولا تقود إلا لإثارة الضغائن والفت في الوحدة الوطنية الجامعة والتي من شيمها استيعاب الخطأ أياً  كان.

أنا نفسي ملت إلى حسن الظن للأسباب التالية:

أولاً : دور الجيش الأردني حاضر تاريخياً لمن شهد ولمن لم يشهد،ولذا فإن حقيقة تاريخية بهذا الحضور لن يفكر أي إنسان مجرد تفكير بتغييبها عداك عن كاتب  على درجة من الوعي مثل عريب.ولذا فأنا وبحسن نية المؤمن والوطني الغيور أرى أنه اعتبرها من المسلمات الكبيرة وهو بصدد التعرض لجزئية مشاركة المقاومة الفلسطينية فالمشهد الكبير حاضر تلقائياً وهو تعرض لجانب من جوانبه فقط.

ثانياً:المجال دائما متسع للحوار والمراجعة على فضائياتنا التلفزيونية التي استضافت عريب في أكثر من مناسبة فلماذا لم تتح له الفرصة للتوضيح  هذه المرة

ثالثاً من وجهة نظري الشخصية أن عريب وقع في خطأ مهني وهو عدم التطرق للسياق العام قبل الوصول إلى الجزئية المعنية التي يريد معالجتها وهذا من أصول الكتابة الصحفية ولعل هذا الإغفال هو ما فتح الثغرة للهجوم عليه بغير حق  أو بسبب سوء فهم حسب قناعتي الشخصية.

وأخيراً وعلى هامش المشهد كله أقول أنه بعد مسيرة مائة عام بنجاح تام فلا أعتقد أن الديمغرافية التي تشكل النسيج الوطني الأردني تمثل أي تهديد للهوية الأردنية ،فهذا التنوع والتعددية هو من صميم الهوية الأردنية وضامن استمراريتها.

وعلى أية حال فهو إذا اختار الإستقالة وأراح واستراح فإنني أحترم خياره في كل الأحوال!

والشكر والاحترام للجميع.

نزار حسين راشد
© جميع الحقوق محفوظة لوكالة جفرا نيوز 2024
تصميم و تطوير