جفرا نيوز – احمد الغلاييني - لاتزال مواقع التواصل الإجتماعي وخاصة "الفيس بوك" يبث رسائل الأمل في تمديد ساعات الحظر لساعتين ايضاً على الأقل بعد اعلان رئيس الوزراء الدكتور بشر الخصاونة بإعادة ساعات الدوام لوضعها الطبيعي قبل منتصف الشهر الثالث من عام 2020، والذين طالبوا ايضاً بإعادة خدمة الأرجيلة وفتح "السينمات" وصالات "الجيم" والأفراح وغيرها من القطاعات التي تضررت.
ويتمنى محمود زهدي صاحب مقهى ان تعود خدمة الأراجيل خاصة وان المؤشر الوبائي بدأ بالإنخفاض قائلاً، "في فصل الصيف يكون هناك جلسات خارجية وايضاً برابيش صحية، مؤكداً ان خدمة التنظيف والتعقيم لكل "الاراجيل" تحدث بشكل دوري على مدار اليوم اضافة لتقديم "بربيش" صحي، متمنياً في الوقت ذاته أن يكون هناك تمديد لساعات الحظر على الأقل للواحدة للمواطنين والثانية للمنشآت، مشيراً ان هذه الخطوات قد تعوض بعض الخسائر.
وتمنى العديد من التجار في حديث لجفرا، أن يكون هناك تمديد لساعات الحظر خاصة وان فصل الصيف يعتبر موسماً هاماً للتجار في ساعات الليل والذي يخرج فيها المواطن أكثر من النهار، مؤكدين أن محالهم تعمل على الحفاظ على التباعد الإجتماعي.
هل سيعود التقارب الإجتماعي كما كان؟
لا يختلف أي مواطن على حب الأردني لأخيه المواطن والذي دائماً يبادله التحية أما بالسلام عليه بشكل حميم عن طريق تقارب الجسد "الاحضان" وايضاً التقبيل خاصة في المناسبات الإجتماعية التي تجمعهم سواء كان في الافراح او الاتراح أو عند ولائم الطعام، وهذه عوامل كان يتخوف منها صناع القرار في مواجهة ازمة وباء "كورونا" والتي تكون عاملاً نشطاً في إنتشار الفايروس، وهذه من العوامل التي ادت الى توقيف المظاهر التي تؤدي للتقارب الإجتماعي.
ويرى خبراء بعلم النفس اعتبروا أن الإنسان بطبيعته السيكولوجية مرن، فهو قادر على التأقلم، ومن السهل أن يعود إلى سابق عهده فور عودة الحياة لطبيعتها، في حين اعتبر آخرون، أنه مهما كانت الظروف، إلا أن تلك السلوكيات الجديدة ستترك أثرها على الناس خصوصا الجيل الصغير، الذي ما يزال في طور النمو.
و يقول الاختصاصي النفسي الدكتور يوسف مسلم لصحف يومية: "إن سيكولوجية الإنسان عموما تتميز بالمرونة، فالإنسان بطبيعته سهل جدا، ويعود لطبيعة الروتين الذي اعتاد عليه”، مبينا أن الروتين الذي اعتاد عليه الناس في هذه الأزمة سيخلق اختلافات، ولكن ستكون متباينة من فرد لآخر، وعلى حسب طبيعة التجربة، فلا شك أنها ستترك أثرا، لكن ليس بالضرورة أن يستمر مع الشخص.
ويضيف "أن الأسهل للإنسان أن يرجع للروتين الذي اعتاد عليه منذ سنوات، فضلا عن اتباع منهج جديد، وهذه حقيقة وقاعدة سيكولوجية موجودة لدى الجميع”، مبينا أن عودة الانتظام إلى الروتين القديم، ستجعل الشخص ينسى ما اعتاد عليه في الفترة البسيطة من حياته خلال مدة الأزمة.
لكن التغيرات التي قد تحدث حقيقية، وعلى رأسها السلوك الاستهلاكي، وفق مسلم؛ إذ إن هذه التجربة علمت الناس شيئا مهما في السلوك الاستهلاكي خاصة بالتوجه العام في هذه الأزمة لضرورة التفكير بالأساسيات، والتغاضي عن الكماليات.
ويضيف في حديثه لأحد الصحف المحلية "هذه أول مرة يضطر بها الأفراد الاستغناء عن الأمور الثانوية، وهو ما نقلنا إلى وضع مختلف في الانتباه إلى الكماليات، فمن الناحية السيكولوجية اختلف السلوك الاستهلاكي، خصوصا أن الأفراد سيميلون أكثر لأن يكون معهم وفرة مالية، بسبب طبيعة الظرف”.
إلى جانب أن تواجد الأفراد في البيت هذه الفترة جعلهم يلتفتون لأمور واحتياجات وتفاصيل معينة، وفق مسلم، ومن أهمها التفاعل، تحديدا من كان لديهم ضعف في العلاقات والمهارات والإمكانيات والتواصل، لافتا إلى أن هناك مشكلة فعلية لدى بعض الأسر، بعدم قدرتها على التواصل فيما بينها، وبالتالي، هذه الأزمة ستخلق تغيرات في تنظيم الأسر واهتمامها.
ويعتبر مسلم، أن هذا الكلام كله مبني على دراسات من فريق كامل ومتكامل، قام بدراسة كل هذه المتغيرات خلال الأزمة، مبينا أن هناك كثيرا من الأسر لمست المشكلات الحقيقية لديها، من خلال البناء عليها وتطويرها.
ويضيف "أن الهم العام واحد بالأزمة الحالية، ما زاد من تعاطف الناس فيما بينهم، وأصبح من يخالف ذلك "منفرا” للناس، وأنه شخص يهدد الأمن ويعرضهم للخطر، وعليه، ستبدأ صور من التراحم والتماسك في الظهور بالمجتمع، وهو ما بدأ يظهر الآن، وبعد ذلك، عبر حملات اجتماعية كبيرة للتعاون بعد ظهور المتضررين من الأزمة، وهو أمر إيجابي جدا”.