جفرا نيوز -
جفرا نيوز - حمادة فراعنة
في ظل رداءة الكورونا وتداعيات تسلطها، كأننا في العهد العرفي وما شابه، وأكثر قسوة على النفس اختيار العزلة رغبة او إرغاماً، ومع ذلك وفي ظل هذه الأجواء الملبدة بالعزلة، احتفى صالون سهام الخفش الثقافي، بإصدار الباحث الجاد المتفاني عمر العرموطي بإصداره التاسع تحت عنوان «موسوعة عمان أيام زمان» مكرساً لمناسبة مئوية الدولة الأردنية، أي مرور مئة عام على تأسيس الدولة وولادتها.
حفل الاشهار يليق حقاً بالمحتفى به، وبما أنجز عن حبيبتنا عمان، بمجلد حوى 750 صفحة ضمت محطات هامة لتاريخ مدينة عمان، وصور وأسماء رؤساء بلدية عمان منذ تأسيسها 1909، امناء العاصمة، أمناء عمان الكبرى، صور وأسماء محافظي العاصمة، صور وأسماء مدراء شرطة العاصمة، صور وأسماء رؤساء غرفة صناعة عمان، صور وأسماء رؤساء غرفة تجارة عمان، صور قديمة تؤرخ لعمان وأبرز معالمها التاريخية والواقعية، لقاءات مباشرة مع شخصيات عمانية تركت بصماتها على مظاهر عمان وتقدمها وروحها المميزة.
كتاب موسوعة عمان، لم يقتصر على كبار الشخصيات أو الأثرياء، أو الأحياء الراقية، بل شمل حارة النبر في الأشرفية، شارع الرينبو، أدراج عمان القديمة ومنهم مليون درجة تحكي ذكريات الناس عن مدينة تتسم بالأدراج تسهيلاً لحركة المواطنين في مدينة الجبال ووصولهم إلى قاع المدينة، عن مقهى زهران، بيوت عمان التراثية، قصر البلبيسي، فقدان وسط البلد لأشهر مشرديه وأبرزهم نابليون، عن مثقفين وعباقرة فقدوا عقولهم، عن عبدالفتاح ملحس أول من بنى بيتاً على جبل عمان، أول من أدخل سيارة الدودج، عن سنوات الثلجة والهزة وغزو الجراد، عن الصالونات الثقافية، والخلاصة تحليلية عن عمان ما بين الأمس واليوم.
وعن الأحزاب السياسية، تناول الكتاب تأسيس حزب الشعب 1927، حزب اللجنة التنفيذية للمؤتمر الوطني 1929، جماعة الإخوان المسلمين 1945، الحزب الشيوعي 1951، حزب التحرير 1952، الحزب الوطني الاشتراكي الذي شكل حكومة النابلسي الحزبية البرلمانية الفريدة، حزب البعث العربي الاشتراكي 1954، إضافة إلى تواريخ قيام المستشفيات، المدارس، النقابات، النوادي، المطاعم، والهجرات الشركسية، الأرمنية، الفلسطينية، العراقية، السورية وغيرها وتأثيرها على سكان عمان وديمغرافيتها حتى تكونت وسجلت أنها مدينة كافة الأصول والمنابت، وأخيراً عن أهم الكوارث الطبيعية، وآخرها كارثة الكورونا العالمية العابرة للحدود وما أفرزته من حظر وتباعد اجتماعي وتداعيات اقتصادية مدمرة.
موسوعة عمان أيام زمان تستحق الاهتمام والحفظ وصاحبها يستحق التكريم بما يليق.