ناكرو الجميل
جفرا نيوز - مها احمد
القصة ومافيها تعود لعهد الشباب كنت حينها ابنة خمسة عشرة سنه حين تقدم زوجي لخطبتي في البداية رفضت وذلك لطموحي الدراسي إذ كنت متفوقة فيها
لكن نظرآ لما كانت الظروف قاسيه وافقت على الزواج شرط أن أواصل مشواري الدراسي
وبالفعل كان عند شرطي وكنا أسعد زوجين وعشنا أجمل الأيام وكان إبني الأول ثم الثاني وأنا لازلت في الثانوية العامة
وتوالت الأيام السعيدة في حياتنا حيث كان لي الزوج والسند والدافع الجيد لمواصلة مشواري التعلمي حين رأى رغبتي وتفوقي
فكانت الجامعة وتوالت الأحلام إلى أن نلت الدكتوراه
التي خولتني أستاذة أعطي دروسا ومحاضرات بالجامعة
وكانت من بشائر الخير ان تحسنت الظروف معنا وودعت حياة التعب والبؤس
وفي فاصلة من رغد العيش وفي بداية العقد الرابع من عمر زوجي اعتل به مرض لا علاج له
وبعد أن طفت به المستشفيات والأطباء إلى أن توفاه الله في سن42
فترك لي فراغا رهيبآ وأحسست بغطاء دافىء انزاح من حولي عشت معه اجمل ايام العمر بحنية ورأفة ورحمة
فأتجهت لتربية اولادي رافضة اي رجل بعده يكن قاسيا على ابنائي ولن يكون اي رجل مهما كان مثلما كان زوجي معي
واستمرت الحياة وكبر الأبناء ونجحوا والتحقوا بجامعاتهم وكبرت أحلامهم ومطالبهم و نقص الدخل حين توقف راتب والدهم ولم أشعرهم بمدى معاناتي واحتياجي الشديد لتحسين الدخل من اجلهم إلى درجة اني صرت استدين لمسايرة المعيشة ومتطلبات الحياة بعد رحيل الأب
وبعد كل هذا وفي تغير مفاجىء وفجاه لم أكن أتوقعها بالمرة طالبوني بإرث أبيهم نريد أن نصرف ونتمتع
رددت عليهم بحزن ؛
أباكم لم يترك شيء بل ورثني ديونا قمت بتسديدها
وحين كان لافائده من جدالهم طالبوا ببيع البيت واستئجأر اخر وبثمنه يمكن أن نعيش خاصة أننا لا نحتاج سكن لأننا نسكن بالجامعة ،
اوجعني كلامهما لانهما لم يفكران الا في نفسيهما
لم يفكران في امهم وما لاقت من ويلات وعذاب لتربيتهما حتى صارا بهذا العمر وهذا التفوق
بداية الأمر رفضت بيع البيت
وبإلحاح شديد وبإفتعال كثير من المشكلات إلى درجة مقاطعتي تماما إلى تنفيذ رغبتهم ، لكن غلبت العاطفة على العقل، وقلت في نفسي اولادي اولى لي وابقى فنزلت عند رغبتهم وبعت البيت ودفعت تقسيطا لبيت آخر
وكلي حزن على تفريطي في البيت وفرح ان يعود اولادي الي
لكن بخيبة كبيرة وبحسرة والم خسرت البيت ولم يعد الأبناء بل هجروني بعد أن قبضا الأموال
هنا سارت على خدي دمعة أمام هذا النكران وتذكرت زوجي الذي كان سيلزمهما حدهما لو كان معنا
وفي مسيرة الايام تعرفت على دكتور أرمل يرغب أن يشاركني ماتبقى من حياته
فعرضت الأمر على اشقائي باعتبار أن أبوانا توفاهما الله
فما كان جوابهم الا الموافقة حين قالوا هي حياتك وانتي حرة فيها
لكن من هول المفاجأة أن أولادي رفضوا الزيجة وهددوني بمقاطعة الزيارة وان يعتبراني ميتة وماكان غضبهما حبا لي أو اخلاصا لابيهم أني سأتزوج بعده ولكن ظنا منهما اني سأقطع عنهما المصروف لكني تعهدت لهما أن مصروفهما سيظل قائما مادامت الدراسة قائمة وبعدها ابحثا عن عمل تعيشان منه
وبعد أن هدأت العاصفة تساءلت مع نفسي هل كان زواجي على صواب هل علي ان اتجه لحياتي الخاصة وانني وحيدة ومازلت في عمر العطاء وكلام الناس من حولي لايرحم بعد أن تلقيت هذا الهجران والنكران من اعز الناس
هل انا محقة
هل زواجي اجحاف في حقهما
بعد هذه الهواجس شئت أن تشاركوني رأيكم
انا أم لهم على قدر من الصواب
ام القدر أفقد الصواب