حياتي جميلة بعد الطلاق !
جفرا نيوز - الحياة بعد الطلاق تثير الخوف والقلق خصوصاً للمرأة في المجتمعات العربية، بسبب ما تعانيه بعد اتخاذ هذه الخطوة.
حين ينتهي الزواج، قد تنتابك مشاعر سلبية كثيرة، توحي لك بأن الأيام باتت ثقيلة، وتجعلكِ تشعرين بالوحدة.
هذه المشاعر السلبية يصعب على الإنسان التعامل معها. لكن الاستسلام لها ينتج عنه تداعياتٍ نفسيةٍ خطيرة.
الطلاق ليس بالضرورة أن يكون نهايةً لحياتكِ، إنما هو نهاية لمرحلة منها فقط، وانطلاقة جديدة إيجابية .
تأثير الطلاق على المرأة
يعتبر إحساس المرأة بنوعٍ من الاكتئاب والانغلاق في مرحلة الحياة بعد الطلاق مباشرةً، أمرٌ طبيعي وشائع
.من الجيد بدايةً أن تؤمني بأن هذه المرحلة الصعبة ستمر بالتأكيد، مهما كانت شاقةً
.تذكري دائماً أنه لكِ كامل الحق في أن تمنحي نفسك الوقت الكافي للحزن على نهاية هذه العلاقة، وهذه المرحلة
.لا تسمحي لأحد أن يحدد لك المدة الزمنية أو الطريقة اللازمة للتعافي
.اعرفي أنكِ أنتِ فقط تعرفين كيف ستواجهين هذه المصاعب، وليس مقدمي النصائح.أحيطي نفسك بدائرةٍ ضيقة جداً من الأصدقاء المقربين أو العائلة، واطلبي منهم تقديم الدعم والرعاية اللازمتين
.ربما تشعرين أن الحزن لن ينتهي. فإذا استمر زواجك شهراً واحداً، أو 20 عاماً، ليس هناك فرق شاسع في المشاعر
.في جميع الأحوال، تذكري دائماً أن الطلاق ينتج دائماً فوضى يسببها الحزن أحياناً
. لكن ذلك أيضاً سيمر بشكلٍ لن تتخيليه
.هل تصبح المرأة أكثر سعادةً بعد الطلاق؟
النساء يظهرن أكثر سعادةً بعد الطلاق لأسبابٍ عديدة. هذا ما ذكرته دراسة لجامعة كينغستون، للبحث في التأثير السلبي للصدمة على الرجال والنساء.
توصلت الدراسة إلى بعض النتائج المدهشة حول موضوع الطلاق بالنسبة إلى النساء، وحقائق كان كثيرون يعتقدون عكسها.
استطلع الباحثون رأي 10000 شخص في المملكة المتحدة، تتراوح أعمارهم بين ستة عشر وستين عاماً.
طُلب منهم تقييم سعادتهم قبل الانفصال وبعده. وخلال 20 سنة، وجدوا أن النساء كن أكثر سعادةً ورضا عن حياتهن بعد انتهاء هذه العلاقة.
وأوضحت الدراسة حقيقةً مفادها أن هذه الخطوة يمكن أن يكون لها في بعض الأحيان تأثيراً سلبياً مالياً على النساء.
إلا أنها أكدت أن جميع التأثيرات الصحية والنفسية والمادية، لا تؤثر أبداً على مشاعر المرأة الإيجابية بعد الطلاق.
سيخطر في بالكِ الآن، بعد الاطلاع على هذه الدراسة، عدداً من الأسئلة، التي ربما لا تجدين لها إجاباتٍ مقنعة.
لمَ لا أكون من النساء السعيدات بعد الانفصال؟ كيف أنتقل إلى حياةٍ أكثر سعادة؟ وكيف تتعامل النساء الأخريات مع الطلاق بشكلٍ أفضل؟
في ما يأتي، سنساعدك بالإجابة على هذه الأسئلة. ونقدم لك بعض النصائح لتتجاوزي هذه المرحلة. والانطلاق إلى حياتك الجديدة التي تقررينها أنت.
أسباب الطلاق ليست الدليل
بالطبع هذا أمرٌ منطقي. وقد تبين أن سبب الطلاق ليس العامل الوحيد لسعادة المرأة ومتابعة حياتها بشكلٍ طبيعي.
أما أسباب إنهاء العلاقة فكثيرة، نذكر منها الخيانة، الإساءات اللفظية والجسدية، تهديد أمان الأسرة المادي، العنف ضد الأطفال.
السبب الرئيسي لزيادة صعوبة هذا الخيار، هو عدد من الموروثات والعادات القديمة، التي تعامل المرأة على أنها دائماً المذنبة.
لكن لا ضرر من من الشعور بالضعف والتأثر نفسياً بعد الانفصال، الذي يهز العالم من حول الطرفين. لذا حاولي تخطّيها بأقل خسائر ممكنة.
لكن بمجرد أن تتخذي القرار، سيكون أمامكِ خيار الاستسلام للصدمة والحزن، أو المضي قدماً نحو حياةٍ سعيدة مستقرة.
الحياة بعد الطلاق تتطلب الانفتاح
الأمر ليس سهلاً، لكن تتوفر أموراً تساعدك على التخلص من آثار الصدمة والإرهاق النفسي.
وقد تساعدك بعض هذه الأمور أو النصائح بطريقةٍ تعزز شعورك بالاستقرار والإيجابية تدريجياً، وتعيد بناء حياتكِ من جديد.
في حال شعرتي أنك تحتاجين إلى مساعدة متخصص أثناء عملية التعافي بشكلٍ علمي ونفسي، فلا تترددي في فعل ذلك.
الجأي أيضاً إلى طلب المساندة من أشخاص تثقين بأنهم لن يحكموا عليكي، لإحاطة نفسك ببعض الدعم الإيجابي.
حتى إذا كنتِ وحيدة، ما زالت أمامك فرصاً للدخول في دوائر جديدة، وإقامة علاقات صداقة ناضجة.
الوقت الخاص بك لم ينتهِ بسبب طلاقك. هناك دائماً وقت، اعتبري هذا الانفصال حياةً وانطلاقةً جديدة.
التكيّف لا يعني الاستسلام
التكيف مع حياتك الجديدة بعد الطلاق، لا يعني أن تستسلمي للوحدة التي تجعلك عرضةً للإصابة بالاكتئاب.
بل يعني أن تحاولي اكتشاف طرقٍ مناسبة للتكيف مع المرحلة الجديدة، وأن تركزي تفكيرك على جوانب هذه التجربة الإيجابية.
فأنت الآن تمتلكين كل المساحات، وتستطيعين أن ترسي قواعد حياتك من دون الاستعانة بأحد إلا نفسكِ.
فكري كيف ستكون صباحاتك المقبلة، وأنتِ تستعدين للذهاب إلى العمل الذي يلعب دوراً مهماً جداً في هذه الفترة.
فهو أكثر ما يمكن أن يساعد المرأة على اكتشاف نفسها وإثبات قدراتها، ويزيد من قدرتها على الإيمان بنفسها والثقةبها، وإلهائها عن التفكير بالمشاعر السلبية.
أو حتى غيري شكل المنزل بما يناسب ذوقك، لأن هذه التغييرات تشعرك بالحرية.
فكري أيضاً كيف ستملئين هذه المساحة. هو قرارك وحدك. هذا هو الجانب الإيجابي من الانفصال.
إذ أن كل ما بُني طبقاً لرغبات الآخر، أصبح تحت تصرفك ويمكنك تغييره.
الحياة بعد الطلاق.. تعلمي تقدير اللحظة
اللحظات التي تنهين فيها أي علاقةٍ مع الشريك، جيدةً كانت أم سيئة، تستدعي منك وقفةً، تفكيراً كثيراً وتقديراً لنفسك بالدرجة الأولى.
من المهم جداً لنجاحك في تخطي صعوبات الانفصال، أن تكوني فخورةً بنفسك وراضيةً عنها بسبب قدرتك على الصمود.
النصيحة الأهم إذا رغبتِ في الإقبال على حياةٍ جديدة، هي التخلص من أي شعورٍ بالذنب.
إدراككِ لأهمية أن تحولي انطلاقتك الجديدة إلى بدايةٍ إيجابية، سيكون دعماً كبيراً ودفعةً كبيرةً لكِ.