استغلال وسائل الاعلام والاتصال في نشر الارهاب
استغلال وسائل الاعلام والاتصال في نشر الارهاب
د هايل ودعان الدعجة
كنت قد قدمت ورقه تحت عنوان الاعلام والارهاب الى المؤتمر الذي نظمته جامعة الحسين بن طلال بالتعاون مع مديرية الامن العام حول (الارهاب في العصر الرقمي) قبل فترة زمنية . وما دفعني للتفكير بنشر هذه الورقة بهذا التوقيت ، الفوضى والحروب والاعمال الإرهابية التي تعاني منها المنطقة خاصة في دول الجوار . مشيرا الى ان المسؤولية الوطنية تقتضي عند التعاطي مع القضايا والاحداث التي تنطوي على ابعاد أمنية كالجرائم والاعمال الإرهابية ، ضرورة توخي الحيطة والحذر عند تداول الاخبار والمعلومات المتعلقة بهذه القضايا الحساسة ، حتى لا نعيق جهود الأجهزة الأمنية المختصة في ملاحقة المجرمين والإرهابيين ، والتأثير في مجريات التحقيق بصورة سلبية ، وبالتالي كشف مخططاتهم الارهابية قبل ان يتمكنوا من تنفيذها . وهنا يبرز دور المواطن خاصة عندما يكون قريبا من مسرح الاحداث ، بحيث لا يتطوع في تقديم معلومات قد تؤثر سلبيا في هذه الجهود ، وربما يستفيد منها المجرم او الإرهابي في تنفيذ جريمته الإرهابية او إخفاء بعض خيوطها . فالحسابات الأمنية تختلف عن حسابات المواطن في هكذا مواقف بالضرورة ، فنظرة الجهاز الأمني تكون أوسع واشمل ويفكر بطريقة تستهدف الذهاب بعيدا للامساك بكافة خيوط الجريمة التي ربما تقوده الى كشف مخططات إرهابية اخرى قبل تنفيذها .
لا احد ينكر دور وسائل الاعلام والاتصال وتأثيرها في توجهات الرأي العام واتجاهاته ، وصياغة مواقفه وسلوكياته من خلال الاخبار والمعلومات التي تزوده بها. وان اهميتها لا تكمن في اقتنائها ومجاراة الآخرين في استخدامها وتوجيهها ، وانما في كيفية استعمالها وتوظيفها بشكل هادف وعلى نحو يجعلها قادرة على التعبير الموضوعي عند تناول القضايا المختلفة ، بحيث نضمن وسائل اعلام واتصال باطار مرجعي كفيل بتوفير تغطية منهجية تتماهى مع قواعد (علم) الاعلام ونظرياته بعيدا عن العفوية والارتجال . وربما هذا ما تفتقد له الكثير من هذه الوسائل في وقتنا الراهن مع كل آسف ، بعد ان رهنت سياساتها وتطلعاتها بالتعايش مع متطلبات السوق (الاعلامي) بما يضمن لها ترويج سلعتها الاعلامية في اكبر عدد ممكن من الاسواق لضمان وصولها بالتالي الى اكبر عدد ممكن من جمهور المتابعين . وهذا هو الشيء الذي ربما اعطى المجال لحدوث ممارسات اعلامية خاطئة وضبابية افرزت حالة من التيه والارباك اثارت الشكوك حول حقيقة دور وسائل الاعلام والاتصال في الحياة العامة ، وما اذا كانت تقوم بالفعل بتأدية رسالتها المفترضة بما هي توعية وتثقيف ام لا . الامر الذي وفر اجواء عامة بررت الوقوف عند الكثير من المحطات الخلافية والاشكاليات التي فرضت نفسها على ساحة الاحداث المحلية والخارجية ، ومنها بطبيعة الحال الموضوع الذي نحن بصدده في هذه الورقة التي نتناول فيها العلاقة بين وسائل الاعلام والاتصال وبين الارهاب ، وهي علاقة اشكالية تحتاج الى التأمل واستخلاص الدروس والنتائج ، حيث يحاول كل منهما السعي وراء الآخر . وهناك من اعتبر ان العلاقة بينهما اشبه ما تكون بعلاقة بين طرفين ، احدهما يصنع الحدث والاخر يقوم بتسويقه .
ما برر طرح اسئلة عديدة احسب ان الاجابة عليها يفيد في تشخيص هذه العلاقة، ومعرفة الظروف والاجواء العامة المسؤولة عن انتشار ظاهرة الارهاب على آمل محاصرتها والقضاء عليها . وعليه .. هل يمكن ان يعيش الارهاب بدون اعلام ..؟ هل تغذي التغطية الاعلامية الاعمال الارهابية وتشجع بالتالي الاشخاص الذين يقفون وراءها على ارتكاب المزيد من هذه الاعمال الاجرامية ..؟ هل تساعد وسائل الاعلام والاتصال على نشر الثقافة الارهابية ، ومن ثم الاسهام في زيادة معدل ظواهر العنف والارهاب ..؟ .
لا شك بان ظاهرة الارهاب تحظى باهتمام الشعوب والحكومات في شتى انحاء العالم لما لها من آثار خطيرة على آمن الدول واستقرارها ، بعد ان اتضح اننا امام ظاهرة اجرامية منظمة تهدف الى خلق جو عام من الخوف والرعب والتهديد باستخدام العنف ضد الافراد والممتلكات ؛ ما يعني ان هذه الظاهرة الخطيرة تهدف الى زعزعة استقرار المجتمعات والتأثير في اوضاعها السياسية وضرب اقتصادياتها الوطنية عن طريق قتل الابرياء وخلق حالة من الفوضى العامة ، واتاحة المجال امام انتشار الشائعات المغرضة ، التي تثير خوف الرأي العام وتؤلبه ضد السلطات المحلية بحجة عجزها عن حماية آمنه .
يعمد الارهابيون الى التسلح بوسائل الاعلام المختلفة لتسويق اغراضهم وغاياتهم وتوظيفها في تضليل الاجهزة الآمنية واكتساب السيطرة على الرأي العام عن طريق نشر اخبار العمليات الارهابية التي يقومون بتنفيذها على اعتبار ان الحملات الاعلامية التي تغطي هذه العمليات تساعد على تحقيق واستكمال اهداف الارهابيين ، الذين يرون في التغطية الاعلامية لجرائمهم معيارا هاما لقياس مدى نجاح فعلهم الارهابي ، لدرجة ان البعض اعتبر العمل الارهابي الذي لا ترافقه تغطية اعلامية عملا فاشلا . من هنا يأتي استغلال الارهاب للاعلام لترويج فكره الارهابي ودعمه من خلال محاولاته المستمرة في البحث عن الدعاية الاعلامية لتسليط الضوء على وجوده واغراضه . فبحسب باحثين نفسيين .. فان الارهابيين قد يحجمون عن تنفيذ عملياتهم في حال علموا مسبقا انها لن تترافق مع الدعاية الاعلامية ،التي من شأنها كشف حجم الخسائر التي الحقوها باعدائهم .. على اعتبار ان الحرب النفسية تعمل عملها فقط في حال ابدى البعض اهتماما بالامر . فقد وصفت مارجريت تاتشر رئيس الوزراء البريطانية السابقة هذه الدعاية ( المجانية ) بالاكسجين اللازم للارهاب الذي لا يستطيع الاستغناء عنه ، لان تغطية الحدث الارهابي اعلاميا يحقق مكاسب تكتيكية واستراتيجية للقائمين عليه ..
ان وسائل الاعلام والاتصال تقوم احيانا ، وبدون قصد ، بالترويج لغايات الارهاب واعطائه هالة اعلامية لا يستحقها في ظل الاهداف التي يراد تحقيقها من وراء العمل الاعلامي او العمل الإرهابي . فقد اوضح كل من الاستاذ برونو فري والاستاذ دومينيك رونر من جامعة زيورخ في سويسرا عام 2006 في بحثهما المعنون ( الدم والحبر ! لعبة المصلحة المشتركة بين الارهابيين والاعلام ) ان الطرفين الاعلام والارهابيين يستفيدان من الاعمال الارهابية . فالارهابيون يحصلون على دعاية مجانية لاعمالهم ، والاعلام يستفيد ماليا لان التقارير التي تنشر في هذا المجال تزيد من عدد قراء الجريدة وعدد مشاهدي التلفزيون ، وبالتالي تزداد مبيعات الجريدة وقيمة الدعاية المنشورة عليها وزيادة قيمة الدعاية التي يبثها التلفزيون . ما دفع ديفيد برودر المراسل الصحفي في الواشنطن بوست الى المطالبة بحرمان الارهابي من حرية الوصول الى منافذ الوسائل الاعلامية ،لان تغطية العمليات الارهابية اعلاميا ، واجراء مقابلات اعلامية مع الارهابيين تعتبر جائزة او مكافأة لهم على افعالهم الاجرامية، اذ تتيح لهم المجال ان يخاطبوا الجمهور ويتحدثوا اليه عن الاسباب والدوافع التي دفعتهم لهذا الفعل ، ما يتسبب ربما بانشاء نوع من التفهم لهذه الاسباب ، وذلك على حساب الفعل الاجرامي نفسه . فقد ذكر الكثير من الاشخاص المنخرطين في العمل الارهابي الذين القي القبض عليهم في العراق ، انهم تأثروا بما كانت تعرضه بعض المحطات الاعلامية في هذا المجال ، فقرروا الالتحاق بالمنظمات التي تحرض على القيام بالتفجيرات والعمليات الانتحارية . ان عرض المناظر والمشاهد المأساوية وتصويرالاضرار بشكل متكرر ومبالغ فيه ، اضافة الى بث وجهات نظر الارهابيين التي يقصد منها اثارة الخوف ، تشكل خطورة وتنطوي على ردود فعل سلبية من شأنها خدمة العمل الارهابي ، خاصة في ظل تنافس وسائل الاعلام والاتصال المختلفة على النقل الفوري للاحداث المتعلقة بالارهاب من اجل تحقيق سبق صحفي ، لاستقطاب اعداد متزايدة من جمهور القراء والمشاهدين ، والذي قد يكون على حساب القيم الاخلاقية والانسانية التي ترفض المساعدة في نشر العنف والتطرف .
في اشارة واضحة الى قدرة المنظمات الارهابية على تطويع الاعلام والاستفادة من ثورة الاتصالات المتقدمة في تنفيذ عملياتها واجندتها ومخططاتها الاجرامية ، اضافة الى حضورها الفاعل على الانترنت وغيره من وسائط المعلوماتية للترويج لافكارها الهدامة وتجنيد الشباب في صفوفها. الامر الذي يؤكد بان الاعلام اصبح يمثل سلاحا خطيرا في يد الارهابيين ، الذين بات بمقدورهم توجيه رسائل لها تأثير سلبي مباشر على الافراد والمجتمعات . ففي احد الاستطلاعات التي اجريت لمعرفة ما اذا كان هناك دورا للاعلام في تأجيج الارهاب ، اجاب 80% من مجموع المستجوبين اجابة مطلقة تفيد بان الاعلام يلعب هذا الدور . كذلك هناك ثمة سلبيات ينطوي عليها توظيف الجماعات الارهابية للاعلام للترويج لخطابها الارهابي على نحو يؤدي الى تحفيز فئات اجتماعية مسحوقة الى تبني الخيار الارهابي . كما يؤدي تضارب المعلومات الاعلامية عن العمليات الارهابية الى بث البلبلة ، واحيانا الى وجود من (يتعاطف مع الارهابي ) ، وربما يلعب الاعلام دورا في نقل التعليمات الارهابية الى الخلايا النائمة او النشطة او اقامة اتصالات جديدة مع جماعات حليفة .
ان عدم التخصص وضعف الخلفية المعرفية للقائمين على التغطية الاعلامية التي تتعامل مع ظاهرة العنف والارهاب اثر سلبا في ايجاد الحلول المناسبة لها ، وحولها الى مجرد تغطية سطحية واحيانا تحريضية واتهامية تنطوي على اتهامات واحكام مسبقة وربما مبيتة ، جعلها عاجزة عن فهم خطاب الجماعات المتطرفة الاعلامي ومنظوماتها ومرجعياتها الفكرية والتنظيمية . وفي حالات كثيرة تميل المعالجة الاعلامية لظاهرة الارهاب اما الى التهوين واما الى التهويل ، ما يؤثر في صدقية هذه التغطية ويحد من قدرتها على التأثير بسبب طغيان البعد الدعائي على البعد الاعلامي الموضوعي .
لقد ذهبت اغلب التغطيات والتحليلات والتعليقات الاعلامية تحت هول صدمة احداث 11 ايلول ( سبتمبر ) في الولايات المتحدة الاميركية ، الى تحميل منظومة قيمية وفكرية بعينها مسؤولية هذه الاحداث عندما اتهمت الاسلام بقمع الحريات وممارسة العنف والتسلط . وقد ساهم في هذا الترويج والتعميم الذي انجرت اليه معظم وسائل الاعلام الغربية في التعامل مع هذه الاحداث ومع تداعياتها ، من اسماهم الباحث الفرنسي فإنسان جيشير بالمثقفين الاعلاميين الذين انزلقوا من الدرس الاكاديمي الرصين الى الكتابات التبسيطية التضليلية عن الاسلام ، مستفدين في ذلك من سياقات التوتر والقلق والخوف التي تعيشه المجتمعات الغربية ، لتتحول بذلك احداث 11 ايلول الى مناسبة تم توظيفها من قبل الاعلام الغربي في تشويه صورة الاسلام ، وتمرير صورة مضللة عنه تقرنه بالعنف والارهاب ، وذلك في سياق حملة ثقافية مدبرة ضد العرب والاسلام تبدأ من الكتب المدرسية لتمضي عبر معظم الوسائط المعلوماتية والاتصالاتية . وما يلفت الانتباه في التعاطي الاميركي مع هذه الاحداث ، الطريقة الاعلامية التي اعتمدت في تغطيتها من خلال نشر وترسيخ ثقافة ( اعلامية ) اساسها ايضاح آثار العمليات الارهابية واخطارها وتعبئة الرأي العام ضدها بهدف تحصينه ضد الخطر الارهابي . الامر الذي استغلته الادارة الاميركية في تبرير غزو واحتلال بلدان اخرى بحجة الحروب الاستباقية او الوقائية ، كما هي الحجة او الذريعة التي ساقتها الادارة الاميركية الحالية في حربها على العراق وافغانستان لتحقيق رغبة المحافظين الجدد . حيث بدأت الماكنة الاعلامية الاميركية حملتها التحريضية لتبرير حربها هذه بترويع الشعب الاميركي وبث الرعب والخوف في نفسيته ، بتصويرها الاخطار الارهابية بالقادمة والمتوقعة الحدوث في اي لحظة اذا لم تكن هناك مبادرة عسكرية هجومية للقضاء على الارهاب في معقله قبل ان يزحف ويستهدف الولايات المتحدة ، كما روجت لذلك الادارة الاميركية ، التي استندت في ترويج حملتها بافتراض ان السيطرة على عقول الناس وافكارهم تكون عن طريق اخبارهم انهم معرضون للخطر ، وتحذيرهم من ان آمنهم تحت التهديد .. ما يمكن ان يطلق عليه باستراتيجية الخداع الاعلامي ، التي نجح من خلالها الرئيس الاميركي جورج بوش الابن في شن حملة اعلامية واسعة لاقناع الشعب الاميركي بضرورة خوض الحرب على العراق . اتساقا مع ما قاله دينيس جيت عميد مركز العلاقات الدولية في جامعة فلوريدا .. عندما يشعر الناس بالخطر يعجزون عن التفكير ، ويمنحون السلطة للشخص المستعد لتوفير الآمان لهم ، ولذلك استخدمت الادارة الاميركية الحالة الاعلامية ببراعة في التحذير من مخاطر الارهاب ، وان بوش ومسؤولوا ادارته رددوا اكاذيب عديدة حول امتلاك العراق لاسلحة الدمار الشامل وعلاقة نظام صدام حسين بتنظيم القاعدة .. واوهموا الجميع بان الحرب ستكون عملية سهلة وسريعة للقوات الاميركية . ويرى جيت ان الادارة الاميركية استخدمت الوسائل الاعلامية للفت الانتباه من خلال بث بيانات صحفية واعلامية تحوي معلومات ترسخ استراتيجيتها ، ونشر صور بالاحداث التي تريد واشنطن الترويج لها ، وتوفير اكبر قدر من المعلومات لوسائل الاعلام "الصديقة " التي تؤيدها ، اضافة الى اعتمادها على الدعايات الموجهة عن طريق قيام الحكومة الفدرالية بانتاج تقارير اخبارية تلفزيونية مجهزة مسبقا ، بغرض الدعاية لاهدافها التي من بينها غزو افغانستان والعراق ، ثم تقوم الجهات الحكومية ( وزارتا الخارجية والدفاع ) بارسال هذه التقارير الجاهزة الى شبكات الاخبار الكبرى التي تقوم بدورها ببيعها الى قنوات التلفزة المحلية التي يعتمد عليها المشاهد الاميركي العادي ، والتي تبث هذه التقارير دون الاشارة الى مصدرها . ما يؤكد توجه الادارة الاميركية الى تبني سياسات ثقافية واعلامية للتصدي للارهاب من خلال الاستثمار في مجال الاعلام .
كذلك فقد تحدث دونالد رامسفيلد وزير الدفاع الاميركي السابق عن ضرورة خوض حرب الافكار لتقويض اركان الارهاب من خلال بعث فضائيات تلفزيونية واذاعية موجهة للعرب ، فضلا عن دعوة الحكومات العربية والاسلامية الى ضرورة اصلاح منظوماتها التربوية والتعليمية في اتجاه القطع مع الانساق الفكرية والقيمية التي تساهم في تفريخ المجموعات الارهابية على حد قوله .
تأتي هذه المغالطات رغم ان المقاربة الثقافية للارهاب هي اصلا من مسؤولية الفكر العربي والاسلامي ، ومن ثم مسؤولية وسائل الاعلام العربية والاسلامية قبل ان تكون مسؤولية الفكر الغربي او السياسات الاميركية ، فالعرب والمسلمون هم اول ضحايا الارهاب الذي عطل مسيرتهم التنموية وساهم في زعزعة آمن واستقرار بلدانهم وتشويه منظومتهم الفكرية والقيمية والاعلامية القائمة على التسامح والوسطية والاعتدال والاعتراف بالاخر .
وبعد ان اصبح الارهاب يمثل تحديا اقليميا ودوليا في ظل القناعات التي ترسخت حول فشل المقاربة الآمنية والعسكرية في محاصرته وتطويقه والقضاء عليه ، بدت الامور منصبة على اهمية البعد الاعلامي وضرورة تفعيل الدور الذي تلعبه وسائل الاعلام في مواجهة هذا الخطر بسبب قدرتها على الوصول الى الناس والتأثير في عقولهم وافكارهم وقناعاتهم بأساليبها المتعددة والمتنوعة . لذلك فقد انصب الاهتمام في المواجهة الاعلامية للارهاب على مقاومة الفكر المتطرف والحيلولة دون تمكينه من التأثير في الرأي العام وتحديدا في شريحة الشباب ، لضمان عدم تدفق أي دماء جديدة في شريان الارهاب بحيث يسهل محاصرته ومن ثم تصفيته . وهو ما اكد عليه جلالة الملك عبد الله الثاني عندما ذكر بان " محاربة الارهاب لا تكون باتخاذ الاجراءات الآمنية المباشرة فقط ، وانما من خلال استراتيجية شاملة لتعزيز ثقافة الحوار ونبذ ثقافة العنف " .