النسخة الكاملة

الرياضة في عهد الهواشم

الإثنين-2025-12-29 10:56 am
جفرا نيوز -
بقلم: حسني فايز الصفدي
يعتبر اهتمام جلالة الملك عبدالله الثاني المعظم بالرياضة جزءاً أصيلاً من المشروع الوطني، لما تحمله من أبعاد إنسانية وتربوية ووطنية. فقد آمن جلالته بأن الاستثمار الحقيقي يكمن في الإنسان الأردني، وأن الرياضة إحدى الأدوات الفاعلة في بناء شخصية الشباب وتعزيز قيم الانتماء والانضباط والعمل الجماعي.
وجاءت متابعة جلالة الملك عبدالله الثاني وسمو الأمير الحسين بن عبدالله الثاني، ولي العهد، لمباريات المنتخب الوطني الأردني في دولة قطر تجسيد لهذا النهج بشكل عملي، حيث حمل هذا الحضور دلالات عميقة تجاوزت حدود المدرجات، وأكدت أن القيادة الأردنية تقف في الصفوف الأولى خلف أبنائها في مختلف ميادين التحدي، وتشاركهم لحظات الطموح والإنجاز.
وقد شكّل هذا الحضور الملكي دعماً معنوياً بالغ الأثر للاعبي المنتخب والجهاز الفني، إذ إن شعور اللاعبين بأن قائد البلاد وولي عهده يتابعونهم عن قرب ساعد في تعزّيز روح المسؤولية الوطنية لديهم، ورفع من منسوب الثقة والإصرار داخل الملعب. فتحوّلت المباريات إلى رسالة وطنية، لا يُقاس فيها الأداء بالأهداف فقط، بل بروح القتال والانتماء التي جسّدها "النشامى”.
وبرز سمو ولي العهد الأمير الحسين بن عبدالله الثاني نموذجاً للقائد القريب من الشباب، حاضراً بينهم ومتفاعلاً مع مشاعرهم، مؤكدًا أن القيادة ليست بعيدة عن نبض الشارع، بل تشاركه أفراحه وتحدياته. هذا القرب الإنساني عزّز العلاقة بين الشباب والقيادة، ورسّخ صورة إيجابية لقائد يؤمن بأن الرياضة لغة جامعة تتجاوز الاختلافات وتوحّد القلوب تحت راية الوطن.
ان المتابعة الملكية تدل على وعي القيادة بأهمية الرياضة كإحدى أدوات القوة للدولة الأردنية، حيث أسهم هذا المشهد في تقديم صورة مشرّفة عن الأردن في المحافل الإقليمية والدولية، بوصفه دولة تحترم المنافسة وتدعم أبناءها وتحتفي بإنجازاتهم. ولم يكن هذا الحضور رسالة داخلية فحسب، بل حمل بعداً خارجياً يعكس ثبات الدولة الأردنية وقرب قيادتها من شعبها.
وفي الداخل الأردني، أعادت هذه اللحظات الرياضية المدعومة ملكياً توحيد الشارع خلف هدف واحد، إذ التفت القلوب قبل العيون حول المنتخب الوطني، واختفت الفوارق أمام مشاعر الفخر الجماعي. فتحوّلت المدرجات والشاشات إلى مساحة وطنية جامعة، عكست جوهر الهوية الأردنية القائمة على التماسك والتكاتف في لحظات الإنجاز.
وفي ظل ما يشهده الإقليم من تحديات وضغوط، جاءت هذه المشاهد لتمنح الأردنيين جرعة أمل، وتؤكد أن الوطن، بقيادته الهاشمية، قادر على صناعة الفرح وتعزيز المعنويات، وأن الإنجاز الرياضي هو أحد وجوه الصمود الوطني. فقد أثبتت القيادة أن دعمها للرياضة هو دعم للإنسان الأردني ولمستقبله وثقته بذاته.
وهكذا، يواصل جلالة الملك عبدالله الثاني وسمو الأمير الحسين بن عبدالله الثاني، ولي العهد، ترسيخ نهجٍ قيادي يرى في الرياضة رسالة وطنية قبل أن تكون منافسة، ومساحة أمل قبل أن تكون نتيجة، ومنبراً يرفع اسم الأردن عاليا بقيادة قريبة من شعبها، وشباب يؤمن بوطنه، ودولة تستثمر في الإنسان قبل كل شيء.
© جميع الحقوق محفوظة لوكالة جفرا نيوز 2024
تصميم و تطوير