جفرا نيوز -
بقلم د. مأمون سليمان
مبارك للمنتخب المغربي… وهاردلك للمنتخب الأردني
مباراة مثيرة بكل ما تحمله الكلمة من معنى، وجديرة بأن تُصنَّف نهائيًا عربيًا كبيرًا.
فنيًا وتكتيكيًا، قدّم المدربان السلامي والسكتيوي مواجهة عالية المستوى، غير أن مجريات اللقاء تشير بوضوح إلى أن السلامي تفوق تكتيكيًا على السكتيوي.
انتهى الشوط الأول بتقدم المنتخب المغربي نتيجة وأداء… في ظل غياب ذهني للمنتخب الأردني.
في الشوط الثاني، عاد المنتخب الأردني إلى أجواء المباراة بصورة رائعة، ونجح في قلب الطاولة على المنتخب المغربي عبر ريمونتادا مميزة تعكس شخصية فريق كبير لا يستسلم تحت الضغط.
لماذا أرى أن السلامي تفوق تكتيكيًا؟
لأن الهدف الذي تلقاه المنتخب الأردني كان هدفًا استثنائيًا بكل المقاييس، من تلك الأهداف التي لو أُعيدت الكرة ألف مرة لما تكررت.
هذا النوع من الأهداف قادر على إرباك أقوى المنتخبات العالمية، وقد أحدث بالفعل صدمة ذهنية واضحة لدى المنتخب الأردني.
ولو أحسن المنتخب المغربي استثمار هذه الصدمة في الشوط الأول، لكان من الممكن أن ينهار المنتخب الأردني بنتيجة كبيرة.
تحكيميًا، أُدير الوقت الأصلي من المباراة بصورة ممتازة، وكانت النتيجة عادلة ومنصفة للطرفين.
لكن في الأشواط الإضافية، ظهرت أخطاء تحكيمية مؤثرة لا يمكن تجاهلها، أبرزها:
• إلغاء الهدف العالمي للاعب أبو طه، رغم أن الكرة لمست يده بعد أن ضربت قدم اللاعب المغربي يد أبو طه، وهو ما يُعد حالة تحكيمية واضحة.
• الهدف المغربي الثالث جاء بعد خطأ تحكيمي قاتل، حيث تعرّض اللاعب الأردني نصيب للضرب من المهاجم المغربي (آزارو)، ولم يُحتسب الخطأ، ولكن احتُسب خطأ آخر للمنتخب المغربي على مشارف منطقة الجزاء، فتم إخراج اللاعب لمدة دقيقتين وفق ما يُعرف بـ قانون كولينا الجديد.
• المنتخب الأردني لعب بعشرة لاعبين، في ظل غياب نصيب، أهم لاعب ارتكاز في الفريق، أثناء تنفيذ الهجمة المغربية التي سُجّل منها الهدف، في ظرف يفتقد للعدالة التنافسية.
وللأمانة والإنصاف، المنتخب المغربي لا يتحمل أي مسؤولية عن الأخطاء التحكيمية، ولا علاقة له بها من قريب أو بعيد، فهو متلقٍ للقرارات التحكيمية كما هو حال المنتخب الأردني تمامًا.
نقطة أخيرة، مؤلمة لكنها واقعية:
قد يتمكن الأردن يومًا ما من الفوز بكأس العالم (ففي كرة القدم لا شيء مستحيل )
لكن مستحيل أن يفوز ببطولة عربية أو آسيوية تقام في المنطقة، ما دام هناك فار (فأر) في الـVAR.
من جديد…
مبارك للمنتخب المغربي، وهاردلك للمنتخب الأردني.