جفرا نيوز -
بقلم خالد مفلح البداوي
في زمنٍ تتسارع فيه الأحداث، وتشتدّ فيه العواصف الإقليمية والدولية، يبرز الأردن كحالة استثنائية في الثبات والاتزان، يمضي بخطى واثقة نحو برّ الأمان، مستنداً إلى قيادة هاشمية حكيمة يقودها جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين، ويعضدها حضور فاعل ومسؤول لسموّ ولي العهد الأمير الحسين بن عبدالله الثاني، وبدورٍ إنساني ومجتمعي عميق تقوده جلالة الملكة رانيا العبدالله.
لقد واجه الأردن خلال السنوات الأخيرة تحديات جسيمة، سياسية واقتصادية وأمنية، فرضتها ظروف إقليمية ملتهبة وأزمات عالمية متلاحقة. ورغم ذلك، استطاعت القيادة الهاشمية أن تدير المشهد بعقل الدولة لا بردّات الفعل، وبحكمة التاريخ لا بانفعال اللحظة، فكان القرار الأردني دائماً محسوباً، يحمي الوطن ويصون كرامة المواطن.
على الصعيد السياسي، ثبّت جلالة الملك موقع الأردن كدولة ذات موقف واضح وثابت، لا تحيد عن مبادئها ولا تساوم على ثوابتها، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية، وحماية المقدسات، والدعوة الدائمة إلى السلام العادل. هذا الثبات أكسب الأردن احترام المجتمع الدولي، وجعل صوته مسموعاً في المحافل العالمية، حتى في أكثر القضايا تعقيداً.
وفي هذا السياق، برزت جهود جلالة الملكة رانيا العبدالله كركيزة أساسية في تعزيز صمود المجتمع الأردني، لا سيما في مجالات التعليم، وتمكين المرأة، والطفولة، وبناء الإنسان. فقد آمنت جلالتها بأن الوصول إلى برّ الأمان لا يتحقق بالسياسة والاقتصاد وحدهما، بل ببناء وعي الإنسان، وترسيخ قيم العدالة والفرص المتكافئة. وكانت مبادراتها التعليمية والإنسانية شاهداً على رؤية تؤمن بأن الإنسان هو الثروة الحقيقية للوطن.
أما اقتصادياً، فقد أدركت القيادة أن الاستقرار الحقيقي لا يكتمل دون تمكين المواطن وتحسين معيشته. فجاءت التوجيهات الملكية المتواصلة بضرورة الإصلاح، وتحفيز الاستثمار، وتخفيف الأعباء، ودعم الفئات الأكثر احتياجاً. وكان لسموّ ولي العهد دورٌ لافت في هذا المسار، من خلال انخراطه المباشر في ملفات الشباب، والتكنولوجيا، وريادة الأعمال، إيماناً بأن الشباب هم خط الدفاع الأول عن مستقبل الوطن.
وفي الجانب الأمني، ظلّ الأردن واحة أمان وسط إقليم مضطرب، بفضل كفاءة قواته المسلحة وأجهزته الأمنية، وبدعمٍ مباشر من جلالة الملك، القائد الأعلى للقوات المسلحة، الذي لا يتوانى عن متابعة أدق التفاصيل المتعلقة بأمن الوطن وسلامة أبنائه. هذا الأمن لم يكن أمن سلاح فقط، بل أمن مجتمع متماسك، عززته جهود اجتماعية وإنسانية كان للملكة رانيا فيها حضور داعم للاستقرار المجتمعي والأسري.
إن الوصول إلى برّ الأمان لم يكن صدفة، بل نتيجة نهجٍ واضح، يقوم على تكامل الأدوار بين القيادة السياسية، والدور الشبابي، والبعد الإنساني والاجتماعي. نهجٌ يؤمن بأن الوطن يُبنى بالحكمة، وبأن عبور المراحل الصعبة يتطلب قيادة ترى أبعد من الأفق وتعمل بروح الفريق.
اليوم، وبينما تمضي المنطقة في طرقٍ مجهولة، يواصل الأردن رحلته بثقة، يقوده ملك خبر العواصف وأتقن الإبحار، وولي عهد يحمل الحلم ويصنع المستقبل، وملكة وضعت الإنسان في قلب المعادلة. وبين هذا وذاك، يبقى الوطن هو البوصلة، ويبقى الهدف واحداً: أن يصل الأردن، دولةً وشعباً، إلى برّ الأمان.