جفرا نيوز -
خالد مفلح البداوي
في ظل التغيرات الاقتصادية وتحديات العمل المتزايدة، تبرز المرأة الأردنية المنتِجة كقوة هادئة لكنها مؤثرة. هي امرأة لم تنتظر فرصة تأتيها، بل صنعتها بيديها، سواء من مطبخ المنزل، أو ماكينة خياطة بسيطة، أو موهبة في التطريز، أو شغف بالزراعة والعمل الحر.
كتبت هذه الكلمات من حسي وإدراكي لتعب زميلاتي الموظفات. أرى المرأة الأردنية التي تُقسم وقتها بين عملها الوظيفي ومنزلها، تبدأ يومها قبل شروق الشمس، وتعود منهكة في المساء، لكنها لا تتخلّى عن مسؤوليات البيت وتربية أبنائها. شعوري بتعبهن وانشغالهن جعلني أقدّر مدى صبرهن وتفانيهن، وكيف يوازنّ بين الالتزامات الاقتصادية والأسرية. كل واحدة منهن نموذج للقدرة على الإنجاز؛ تعمل خارج البيت لدعم أسرتها، وتعمل داخله كعمود تربوي وعاطفي لا غنى عنه.
المرأة المنتجة في الأردن لم تعد جزءًا ثانويًا من المشهد، بل أصبحت ركنًا أصيلاً في حركة الاقتصاد الوطني. من خلال زميلاتي، أرى كيف يطرِقن الأبواب بثقة، يقدمن منتجاتهن في المعارض الشعبية، أو يسوقنها عبر الإنترنت، أو يؤسسن مشاريع صغيرة تنمو معهن خطوة بخطوة. يواجهن الرفض بصبر، ويعادن المحاولة حتى يصنعن لأنفسهن مكانًا يليق بجهودهن.
سواء كانت صاحبة مشروع أو موظفة أو كليهما، هذه المرأة ليست مجرد قصة نجاح فردية، بل رسالة اجتماعية تقول إن العمل ليس حكراً على أحد، وإن القدرة على الإبداع لا تحمل هوية إلا اسم صاحبها. هي أم، وموظفة، وصاحبة مشروع، وشريكة في إعالة الأسرة، وحارسة للتراث والحرف اليدوية التي كادت تختفي لولا أنها أعادت إليها الحياة بخيط وإبرة ومهارة.
قد لا تُسلَّط الأضواء عليها كثيرًا، لكن أثرها حاضر في كل بيت، وفي كل مؤسسة، وفي كل معرض، وفي كل قصة نجاح جديدة تُكتب بصمت. من خلال شعوري بتعب زميلاتي، أدرك كل يوم أن المرأة الأردنية هي قوة العمل الصامتة التي تُسند الوطن بصبرها وإنجازها، وتنسج بخيوط جهدها مستقبلًا أكثر رسوخًا وثباتًا.